استقطبت الطائف خلال صيف العام الحالي وأيام رمضان والعيد أكثر من 3 ملايين سائح، ولقيت إقبالاً كبيراً من المصطافين والسياح والزوار طوال إجازة نهاية العام الدراسي مما انعكس إيجاباً على المداخيل المتحققة لأكثر من 4 آلاف مرفق استثماري في قطاع الخدمات السياحية الذي ينمو بقوة، وكان للهيئة العامة للسياحة والآثار دور ملموس في تنمية السياحة الطائفية وتطويرها بشكل مدروس بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار. وأشار محافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية فهد بن عبدالعزيز بن معمر أن المئات من دور الإيواء السياحي وعشرات المطاعم العائلية والاسواق ومدن الالعاب والمواقع الترفيهية وشبكة متطورة للطرق الداخلية والخارجية ساهمت في منح الطائف أفضلية سياحية على مستوى مناطق المملكة خاصة وان الطائف تتميز عن باقي المناطق بطقسها المعتدل على مدار ايام العام، وطبيعتها الخلابة. وأكد أن الطائف جذبت الزوار والسائحين من جميع مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي وتصدر قائمة زوارها من مكةوجدةوالرياض، مبينا أن هناك العديد من المتنزهات والمواقع السياحية في الطائف ومنها منتزه الطائف الوطني ويضم مجموعات نباتية متنوعة ومساحات للخدمات المتنوعة، بالاضافة الى المواقع المخصصة للترفيه وألعاب الأطفال، وتم إنشاء مظلات عائلية ذات تصاميم تماشي بيئة المكان وشوايات ثابتة بالاضافة الى وجود سد سيسد الأثري والذي أنشىء في عهد معاوية بن أبي سفيان وتم مؤخراً ترميمه وتنظيف حوضه مما ساعد على حجز كميات كبيرة من مياه الامطار داخله، وهناك طريق الجمالة الحجري القديم ويعود تاريخ بنائه الى أكثر من قرن كامل حسب المصادر التاريخية وهو طريق حجري ينحدر من قمم الطائف الجبلية الشاهقة صوب تهامة وصولاً إلى كرا، وقد تم تجديد الطريق أكثر من مرة. كما قامت لجنة التنشيط السياحي بترميمه ليكون مقوماً جاذباً سياحياً إضافياً للطائف، وهناك أيضاً طرق تربط السراة بتهامة، ويعود تاريخ إنشائها إلى فترات زمنية متباينة، إلا أنها لم تنل الشهرة والاهتمام كما ناله هذا الطريق، وعلى بعد 400 كيلو متر شمال الطائف يقع مقلع طمية أو ما يطلق عليه الأهالي ب"الوعبة" وهو فوهة عميقة ضخمة المساحة وسط الصحراء لا يكاد يرى الشخص بداخلها وتدور حولها قصص خيالية وأساطير مختلفة، وقد أثبتت حفريات الجيولوجيين أن الفوهة ناجمة عن اصطدام نيزك ضخم بهذه البقعة من الارض قبل ملايين السنين مما أوجد حفرة ضخمة جداً في وسط وادي العقيق، وهناك دراسات لتطوير الموقع سياحياً وتزويده بالخدمات اللازمة. كما يوجد سبعين سداً أثرياً اندثر منها الكثير في الوقت الراهن، ولكن بقايا السدود والحواجز والقنى ما زالت باقية حتى وقتنا الحاضر مثل سد السملقي في وادي ثمالة، وسد ثلبة على طريق الهدا، وسد قرن بالقرب من مزارع رحاب وغيرها الكثير من السدود القديمة والبرك الأثرية وتقع بطريق زبيدة نسبة إلى زبيدة بنت جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد للاحتفاظ بمياه الأمطار والسيول بغرض الاستفادة منها في سقيا الحجاج القادمين إلى الديار المقدسة، ومن أهم هذه البرك الموجودة حالياً بركة البركة التي تقع على بعد 15 كم عن عشيرة، ومحطة بركة الخرابة التي تبعد مسافة عشرة كيلومترات، ومحطة بركة الغزلانية التي تقع على مسافة تقدر بأكثر من 20 كم شمال محطة الخرابة، ومحطة بركة البريكة التي تقع غرب محطة بركة البركة بأكثر من 11 كم. وقد اكتشف المنقبون والمهتمون بالنقوش الصخرية العديد من المواقع التي عثر فيها على نقوش ورسوم قديمة على الصخور ذات دلالات مختلفة في أماكن متفرقة من محافظة الطائف وتشير بعض هذه النقوش الى قدمها نظراً لانها نقشت قبل الإسلام، ومنها ما تم بعده ومن تلك المواقع ما وجد في قرية العرفاء التي تقع على يمين المتجه إلى الرياض بعد مطار الطائف الاقليمي الحالي، وكذلك في قرية أم السباع على طريق الجنوب، والسيل الكبير، وحمى النمور بالهدا ومناطق أخرى، حيث تزخر العديد من المواقع بمثل هذه الرسوم والنقوش. وعلى جنبات طريق المثناة بوادي وج في الطائف تقع سلسلة من المساجد الأثرية التي ما زال بعضها قائماً ويلاحظ عليها مساحاتها الانشائية الصغيرة كمسجد الموقف والذي يسمى بمسجد الكوع ويقع على يمين الذاهب إلى طريق سد عكرمة في جبل يقال له قرين، وقيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف عند هذا الموقع عند قدومه إلى الطائف، ويبلغ طول المسجد 8 م، وعرضه 7 م، وارتفاعه 3 م، وفي مؤخرته فناء مكشوف طوله 7 م بعرض 4 م، وعلى مقربه من هذا المسجد يقع مسجد القنطرة وقد أطلق عليه هذا الاسم لوجود قنطرة (جسر) أمامه، ويقع المسجد أسفل جبل المدهون لذا يطلق عليه البعض اسم مسجد الدهون ومنارته التي هي على شكل عمامة ما زالت قائمة حتى الآن منذ العهد العثماني، ويتم الصعود إلى أعلى المئذنة عن طريق درج حلزوني، وهناك سجد عداس ويقع بالأطراف الغربية لبساتين وج عند سفح يقال له أبو الأخيلة، وينسب إلى (عداس) الذي تحدثت عنه السيرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تم تجديد المسجد حديثاً، ويقع مسجد الخبزة بالقرب من مسجد الكوع بالمثناة، وهو مسجد مربع الشكل، طول ضلعه 12م، ويحيط بالمسجد صحن مكشوف من الجهتين الشرقية والجنوبية، ويقع المحراب في الضلع الغربي، ويستدل على أنه مسجد جامع بالمنبر الموجود على يمين المحراب، وتقع المئذنة في الركن الشرقي من المسجد، وفي وسط مدينة الطائف يقع مسجد عبدالله بن عباس وهو من أهم المساجد التاريخية في المحافظة.