تنطلق اليوم في العاصمة النمساوية فيينا أعمال المؤتمر العالمي، الذي ينظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، تحت شعار نحو تعليم أكثر إثراء للحوار بين أتباع الأديان والثقافات «صورة الآخر»، ويشارك فيه أكثر من 500 من القيادات الدينية وخبراء التربية والتعليم من تسعين دولة. ويأتي هذا المؤتمر الذي تستمر أعماله حتى الغد، قبيل انعقاد الجمعية العامة للأديان والسلام مباشرة، الذي تحتضنه العاصة النمساوية، ويشارك فيه نحو 800 شخصية قيادية دينية وتربوية وتعليمية وثقافية من مختلف أنحاء العالم. ويجتمع في هذا المؤتمر قادة الفكر في المجال التعليمي والفكري والثقافي والديني ومن كبار المسؤولين والشخصيات الدينية البارزة من أنحاء العالم لمناقشة التحديات العالمية التي تعيق استنباط الطرق اللازمة التي تتسم بالمسؤولية في توعية وتعليم الأجيال الشابة بحيث يستطيع هؤلاء فهم أتباع الأديان والثقافات الأخرى ورسم صورة حقيقية ودقيقة عنهم دون تشويه أو تحيز. ويرسم المركز مسارا للنقاش بين الممثلين الحكوميين وهيئة الخبراء والقادة الميدانيين، كما يعقد عددا من جلسات الطاولة المستديرة ليتمكن المشاركون من ممارسة دورهم في تجربة الحوار التي أطلقها المركز، وتتضمن أهم المواضيع تطوير الأدوات المعرفية في التربية المدينية وفي دراسة وفهم وتعليم القيم المدينية والأخلاقية المشتركة بين مختلف الأديان والثقافات ومن ثم التدرب على تلك الأدوات التي يتم تطويرها لمزاولة أحدث أساليب الحوار الجاد وإطلاق مبادرات للشباب والعمل وفق أحدث النمادج المثبتة في التربية البحثية. ويُعد المؤتمر جزءا لا يتجزأ من سلسلة مؤتمرات المركز، ويأتي تنظيمه باعتباره اجتماع عمل يهدف لتسهيل التعاون بين مختلف الأوجه المعرفية ذات الصلة في بناء شبكة علاقات مستدامة للمقاربات والأساليب المتكاملة اللازمة لتطوير النشاط التعليمي والمعرفي واستخدامها بين أتباع مختلف الأديان والثقافات. ويمثل برنامج «صورة الآخر» خطة عمل أساسية تنفذ على مدى عدة سنوات، يكرس خلالها أعماله للسنة الأولى على بحث وإبراز وتضمين الأوجه والقيم الدينية والثقافية المشتركة التي يتناولها النشاط التعليمي والمعرفي بين أتباع الأديان والثقافات، في حين تركز المرحلتان الثانية والثالثة على دور وسائل الإعلام والإنترنت.