نوه الباحث الاجتماعي والصحي، والمشرف على برنامج خدمة المجتمع في مركز مكة الطبي في العاصمة المقدسة، جمعة الخياط، إلى أن مرض السكري يعتبر من أقدم الأمراض التي عرفها الإنسان، ووردت مواصفات وأعراض وعلاج هذا المرض في الحضارات القديمة، كالفرعونية، والإغريقية، والآشورية، والبابلية، مضيفاً أنه حسب إحصائية منظمة الصحة العالمية الأخيرة في سبتمبر 2012م، فإن عدد المصابين بالسكري تجاوز 347 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويتوقع أن يصل إلى 400 مليون بحلول عام 2020م. جاء ذلك ضمن مشاركة المركز دول العالم احتفالها باليوم العالمي للسكر، بالتعاون مع برنامج خدمة المجتمع، وقسم الخدمة الاجتماعية وعلاقات المرضى في مركز مكة الطبي بالعاصمة المقدسة؛ مشاركةً القطاعات الصحية في المملكة ودول العالم، وبحضور مدير عام المستشفى، الدكتور أسامة سيف الله جان، ونخبة من الأطباء ومرضى السكري، حلقةً ثقافية احتفالية بهذه المناسبة بعنوان «الحمية تحميك من مضاعفات السكر» تضمنت فعاليات توعوية وتثقيفية وتوجيهية شارك فيها نخبة من أطباء الباطنية والأطفال والنساء والولادة والجراحة والكلى في المركز. وتم توزيع عدد من النشرات والمطويات والبوسترات. وشرح استشاري الباطنية ومدير الطوارئ في المركز، الدكتور صلاح فؤاد، وجود نوعين لمرض السكري، النوع الأول (سكري الأنسولين) ويبدأ مفاجئاً في فترة الطفولة المبكرة من (1 14) عاماً، والنوع الثاني (سكري غير معتمد على الأنسولين) ويظهر عادة بعد سن الأربعين، ويظهر بشكل بطيء، ويتميز بنقص في إفراز الأنسولين بشكل لا يكفي لتخفيض السكر في الدم. وبين فؤاد أن أعراض الداء السكري كثيرة، منها كثرة مرات التبول مع كميات كبيرة من البول، والعطش الشديد، والحاجة إلى شرب كميات كبيرة ومتكررة من الماء، والنهم (الجوع والاضطراب لتناول وجبات كبيرة متعددة)، بالإضافة إلى نقص الوزن، والشعور بالتعب لأقل مجهود، واضطراب الرؤية، وتأخر التئام الجروح، وكدمات الألم الناخز الذي يرافق إحساساً بخدر أصابع اليدين والقدمين، وأحياناً النعاس، وقد يصاب الإنسان به دونما أعراض، منوهاً إلى أن السكري في حالاته البسيطة يمكن علاجه بتنظيم الغذاء، وفي حالاته المتوسطة يمكن العلاج بتنظيم الغذاء وتناول العقاقير المخفضة للسكر، وفي حالاته الحادة يكون العلاج بتنظيم الغذاء والحقن بالأنسولين وتبادل العقاقير. وأشار إلى أن الوفيات من هذا المرض تحدث بمعدل وفاة كل عشر ثوانٍ، وأن أكثر من 80% من وفيات السكري تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، ولفت إلى أن المملكة هي من الدول ذات المعدلات العالية في الإصابة بهذا المرض، حيث تصل إلى 30% من المراجعين. وذكر أن هناك دراسات حديثة أكدت أنه بالإمكان تجنب أو تأخير حدوث النوع الثاني من المرض بمعدل يفوق 50% بتغيير نمط الحياة من خلال الالتزام بنظام غذائي صحي لتجنب السمنة بممارسة الرياضة والمحافظة على الوزن المثالي، وتجنب تعاطي التبغ بكافة أنواعه، وهي من الأمور التي يمكنها الإسهام في الوقاية من النوع الثاني، أو تأخير ظهوره. أما استشارية النساء والولادة في مركز مكة الطبي، الدكتورة حنان غنيم، فقالت إن السكري الحملي هو ارتفاع مستوى السكر في الدم، الذي يُتفطّن إليه بادئ الأمر خلال فترة الحمل. وتطابق أعراض السكري الحملي أعراض النوع الثاني. ويُشخّص السكري الحملي في أغلب الأحيان عن طريق الفحوص السابقة للولادة، وليس جرّاء الإبلاغ عن أعراضه. وفي العادة يبقى السكري الحملي بعد الولادة عند 30% من الوالدات فقط.