أوضحت اختصاصية التغذية ميمونة مرداوي أن مرض السكر وراثي تتوقف فيه غدة المعثكلة «pancreas» عن تأمين القدر الكافي من مفرز الأنسولين ما يجعل البدن غير قادر على استعمال المواد الغذائية بالشكل الكامل، وذلك يؤدي إلى وقف تحول النشويات والأغذية المكونة للنشويات إلى الطاقة اللازمة لديمومة حياة خلايا الجسم المختلفة والحفاظ على وظائفها بشكل طبيعي. وتشير مرداوي إلى أن «عدم كفاية الأنسولين المفرز من «جزر لانجرهانز» الموجودة في البنكرياس ينتج منه ارتفاع نسبة السكر في الدم، وهناك عدة عوامل تساعد على ذلك منها الوراثة، والحالة النفسية، الالتهابات، السمنة، الأدوية، الكحول». وتحدد أنواع السكري «داء السكر في فترة الصبا «السكري المعتمد على الأنسولين» ويبدأ مفاجئا في فترة الطفولة المبكرة من «1 14» سنة، حيث يتوقف إفراز هرمون الأنسولين من غدة البنكرياس لذلك يحتاج المريض إلى المعالجة بحقن الأنسولين يوميا، وداء السكري في فترة البلوغ «السكري غير المعتمد على الأنسولين» ويظهر عادة بعد سن الأربعين ويظهر بشكل بطيء، حيث يتميز بنقص في إفراز الأنسولين بحيث لا يكفي لتخفيض السكر في الدم، وتصاحب السمنة غالبية المصابين بهذا النوع ويمكن علاجه بتخفيض الوزن، أما بعض الحالات الأخرى فتحتاج إلى الأدوية المخفضة للسكر». وتضيف: «عدم إمكانية إفراز هرمون الأنسولين بسبب التهاب أو تورم البنكرياس أو إصابتها بفيروس أو أي تأثير ميكانيكي، أما الأعراض فتشمل: كثرة مرات التبول مع كميات كبيرة من البول، العطش الشديد والحاجة إلى شرب كميات كبيرة ومتكررة من الماء، النهم «الجوع والاضطراب لتناول وجبات كبيرة متعددة» بالإضافة إلى نقص الوزن وشعور بالتعب لأقل مجهود، واضطراب الرؤية وتأخر التئام الجروح وكدمات الحكة الجلدية الشديدة ولا سيما في الأعضاء التناسلية عند النساء الألم الناخز الذي يرافق إحساس بخدر أصابع اليدين والقدمين وأحيانا النعاس وقد يصاب الإنسان به دونما أعراض». أما الحاجات الغذائية لمريض السكر، فتوضحها مرداوي« ذلك يشمل الطاقة وتقدر حاجات الشخص المريض بالسكر ذي الوزن المناسب حسب درجة حركته، فإذا كان راقدا في السرير يعطي «25 سعرا» حراريا لكل كيلو جرام من وزن الجسم، وإذا كان يعمل في وظيفة كتابية يعطي 30 سعرا حراريا، وإذا كان يبذل جهدا متوسطا في عمله يعطي 35 سعرا حراريا، أما بالنسبة إلى الشخص البدين فيعطي حمية خاصة بتقليل الوزن الرجل من 12001500 سعر حراري، وبالنسبة إلى البروتينات فيحتاج مريض السكر إلى كمية من البروتين تختلف حسب الوزن وعموما يتراوح بين 1.0 1.5 جرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم، أو 15 20 % من مجموع السعرات، أما الكربوهيدرات فيميل الأطباء إلى عدم تقليل كمية الكربوهيدرات في حمية مريض السكر لأنه ثبت عدم ضررها أو زيادة الحاجة إلى الأنسولين، وعموما تقدر بنحو «45 50 %» من إجمالي السعرات المقررة للمريض، وبالنسبة إلى الدهون فيحتاج المريض إلى كمية منها تعادل تقريبا كمية البروتين، لكن عادة تحسب كمية الدهون والكربوهيدرات ثم تخصص الكمية الباقية من السعرات للبروتين، ولدى المصابين بمرض السكري يجب ألا تزيد الطاقة على 25 30 % من مجموع السعرات». وعن العلاج تقول مرداوي: «يتوقف نوع العلاج على درجة الإصابة ففي الحالات البسيطة يمكن العلاج بتنظيم الغذاء، وفي الحالات المتوسطة يمكن العلاج بتنظيم الغذاء وتناول العقاقير المخفضة للسكر، وفي الحالات الحادة يكون العلاج بتنظيم الغذاء والحقن بالأنسولين وتبادل العقاقير» .