لم يكن الأمر الملكي بمشاركة المرأة في مجلس الشورى عضواً اعتباراً من الدورة القادمة بالشيء المستغرب في ظل تطور المملكة تحت راية الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) فالنساء قادمات والبعثات التعليمية لطلاب وطالبات المملكة العربية السعودية في تزايد هائل، فهي وصلت لعدد لم يكن له سابقة في تاريخ المملكة هذا بفضل من الله ثم بفضل والدنا أبي متعب (أطال الله في عمره) ولكن كالعادة عقبات النساء السعوديات ليس لها مثيل بحكم قابلية المجتمع، فبعد بث الخبر الكثير من الناس المثبطين لم يتلقوا الخبر بجدية، فهناك إحدى النكات الساخرة من وجود المرأة في مجلس الشورى، وكأنه تصويت على إحدى توصيات المجلس، فكان الخيار الأول: أوافق، والخيار الثاني: لا أوافق، وكان الثالث: (لحظة أشاور أبونا). لكل طريق صعوبات تذلل، وتلك النكتة من شأنها أن تثير أموراً كثيرة منها عدم سفر المرأة بدون موافقة ولي أمرها، وعدم عمل أي عملية جراحية مهما كانت مهمة وطارئة إلا بموافقة ولي أمرها، فالموضوع ليس حقوقاً يجب أخذها، يجب مراعاة الشق الإنساني في حياة النساء السعوديات، فالمرأة السعودية لا تستطيع إنهاء إجراءات الأوراق الثبوتية لعائلتها ما لم يكن هناك ولي لأمرها. طرحت أسئلة كثيرة بشأن ما إذا كان هناك تخصصات تناسب النساء في مجلس الشورى! وماذا ستضيف المرأة للمجلس؟ فمثل هذه الأسئلة لماذا لم تطرح من قبل؟ فعلى سبيل المثال ماذا أضاف الرجل للمجلس؟ لماذا عندما تكون المرأة السعودية ستتقلد منصبا بالمقابل يجب أن تكون امرأة قد تخرجت من أكبر الجامعات العالمية، فشروط العضوية في مجلس الشورى ثلاثة وهي 1- أن يكون سعودي المولد والمنشأ. 2- أن يكون عمره فوق الثلاثين. 3- شرط الخبرة والكفاية، وهذا الشرط يفسر عملياً، أما بالنسبة لرئاسة المجلس البلدي فلها شرط وحيد وهو إجادة القراءة والكتابة، هذه الشروط التي تنطبق على الرجال وستنطبق على النساء أيضاً ويتساءلون عن كيفية تواجد النساء هل سيكون بين النساء والرجال حُجُب؟ فمنذ أن خلق الله حواء من ضلع أبينا آدم والنساء يسرن بجانب الرجال حتى في أطهر بقاع الأرض حول الكعبة المشرفة، وقد كان نص الأمر الملكي كما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله): «مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضواً اعتباراً من الدورة القادمة وفق الضوابط الشرعية»، وبما أن هذا نص الأمر الملكي فهل كنا بحاجة بعده إلى أسئلة؟! باعتقادي لا؛ لأن ملكنا أعلم بالحال من الكائدين المستهزئين، فالنساء السعوديات قادرات على تحقيق ما هو أفضل بإذن الله وثقة ملكنا بمكانتها، ولم يكن قراره (وفقه الله) بمثابة نقطة تحول تاريخية في حياة المرأة السعودية فحسب، بل القرار يكاد يتشابه مع لحظة دخول المرأة للتعليم في المملكة.