أجمع عدد من المسؤولين السعوديين:على أن قرارات الملك نقلة نوعية للمرأة لتشارك في صنع القرارعقب الخطاب الملكي الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزأمس وعلى أهمية القرار بإشراك المرأة في مجلس الشورى والانتخابات البلدية، مؤكدين أن تلك القرارات تزيد من مسيرة التنمية التي تعيشها البلاد. ووصف مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في تصريح ل "الوطن" أمس الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ب "القيمة"، وقال: كلمة قيمة تعبرعن شعور جيد نحو المواطن يحرص على دينه وخيره وفقه الله لما يحبه ويرضاه. من جانبه، أكد وزيرالشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز أن كلمة خادم الحرمين الشريفين شاملة وفيها عطاء جديد للوطن والمواطن بما يخدم الصالح العام ضمن الضوابط الشرعية، مشيراً إلى أن الجميع يتطلع كل سنة لهذا الاجتماع المبارك لأنه ولله الحمد من خلال متابعتنا لما أنجز من خلال وعود قدمت ونفذت من خلال الاجتماع السنوي لمجلس الشورى خلال دوراته المتعددة، وقال: الشكر لله عز وجل وإن شاء الله نتطلع للمزيد لما يحقق صالح الأداء العام ويخدم المواطن بتوفيق من الله. وحول قرار مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية، أوضح الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز بالقول "نحن منفذون للقرار ونرجو من الله التوفيق للجميع. من جانبه، أكد وزيرالعدل الدكتور محمد العيسى أن الخطاب الملكي الكريم كان ضافيا ووضع النقاط على الحروف ورسم مستقبلا مهما في تاريخ الوطن ولا نستغرب أمثال هذه القرارات المؤصلة تأصيلا شرعيا، مشيراً إلى أن هذه القرارات جاءت حافلة بالمعطيات والاستشراف والمنجز ومحفوفة بحمد الله بأسس وثوابت وهوية هذه الدولة القائمة على تطبيق الشريعة الإسلامية، وتابع "لا يستغرب على ولاة الأمر هذه الكلمة الضافية وقد رسم خادم الحرمين الشريفين مشروعا مهما في تاريخ الوطن وإضافة وإفاضة للعمل في مجلس الشورى"، وقال: كل هذا كان محفوفا بضوابط الشريعة الإسلامية. ولفت وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيزآل الشيخ أمس إلى أن كملة الملك الموجهة للشعب السعودي اشتملت على حض وحث أبناء الوطن وبناته على الاستمرار في المحافظة على الأمانة التي ورثناها من الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في تأسيس المملكة العربية السعودية ومن كان معه من الرجال الذين ضحوا بأنفسهم، وتابع: يجب علينا كما اجتمع الوطن بهذا الكيان الشامخ أن نحافظ عليه وأن ندرأ كل الفتن وكل المقالات والأقوال التي تريد بهذا الوطن سوءًا. وأكد أن الخطاب الملكي اشتمل على قرارات مهمة ومنها مشاركة المرأة عضوة في مجلس الشورى وهذا له أصوله الشرعية وله أدلته فالنبي صلى الله عليه وسلم استشار المرأة وقدر مشورتها وأخذ بها وكذلك الخلفاء والصحابة استشاروها وكان للمرأة في بعض المواقف والأحوال رأي مستقل وجيد أخذ به ولاة الأمور. وقال إن إسهام المراة في المشورة بما ينفع الوطن والمواطن وتقديم المشورة لخادم الحرمين الشريفين عضوا دائما في مجلس الشورى إعتبارا من الدورة القادمة سيسهم في التنمية الشاملة للوطن وسيسهم في رؤية عميقة تخصصية فيما يعرض على المجلس من أنظمة وتنظيمات ولوائح تتعلق بحقوق المرأة والأسرة والطفل والميراث وحقوق المطلقات ونحو ذلك، مشيراً إلى وجود العديد من الأنظمة واللوائح التي تعرض على المجلس فيها بنود كثيرة مختصة بالمرأة فلابد أن تشارك المرأة دفاعا عن حقوقها وأيضا براءة للذمة. وأضاف أن مشاركة المرأة في إبداء الرأي فيها تقوية لجانب الشورى فيما يعرض على المجلس في شأن المرأة ولا شك أن مشاركتها أيضا في الانتخابات البلدية اعتبارا من الدورة القادمة ستسهم في نقل وبحث طلباتها وحاجتها، وتابع "ليس كل النساء اليوم لديهن من الرجال من يكفيهن شؤونهن فالكثير محتاجات حتى في أحيائهن فهن اللاتي يقمن بشأن بيوتهن وأمورالمطلقات والمنفصلات واللاتي تخلى عنهن أهلهن أو أزواجهن ونحو ذلك فلابد من النظر الاعتباري لذلك.. فالمرأة لها حق المشاركة في الانتخابات البلدية كما ذكر خادم الحرمين الشريفين وأنه عرض الأمر على عدد من العلماء من داخل هيئة كبارالعلماء وخارجها وهذا تأصيل لنهج المملكة ولنهج ولاتها في أنهم يعتمدون فيما يقدمون عليه من أمور على الوجهة والأدلة الشرعية. من جانبه، بين رئيس مجلس الشورى الدكتورعبدالله بن محمد آل الشيخ أن الحاجة هي التي دعت لمشاركة المرأة، وقال إن النساء هن شقائق الرجال. وحول الخطوات العملية لتنفيذ القرار، أوضح: "لدينا الآن 12 مستشارة شاركن في مناقشة بعض الموضوعات ويحضرن بعض الجلسات والمنتديات التي تتطلب حضورالمرأة"، مشيراً إلى أن الأمر يحتاج ترتيب القاعات والمكاتب وتنظيم الدخول والخروج بحيث يكون دخول العضوات وخروجهن منفصلاً عن دخول الرجال، وأن هذه الأمورالإجرائية داخل المجلس. وفيما يتعلق بأعداد العضوات، قال: "حتى الآن ليس لدينا أي تصور كامل عن هذا الجانب، لكن لدينا مستشارات ولهن مداخل خاصة منفصلة انفصالا كاملا عن الاتصال بالرجال ولهن دور كبير جدا في بعض المواضع الأسرية يشاركن فيها بالرأي ويقدمن المشورة، ويكن عضوات فاعلات، فالعضو دوره أساسي ومؤثر في عمل الشورى". وحول تمثيل صوت المرأة بصوت الرجل قال آل الشيخ: "لا شك أن المرأة العضوة لها كامل العضوية فيما يتعلق بالتصويت ولا يمكن أن نجزّئ عضوا أو نميز عضوا عن عضو، لكن هذه الأمور سابقة لأوانها، وسوف أعلن لكم التفاصيل المتعلقة بكيفية المشاركة والعضوية والتصويت والأماكن التي سيكن متواجدات فيها بتفاصيل أكثر". وأضاف: "الآن نحن نعيش فرحة الخبر والأمر الكريم أما التفاصيل الإدارية والتنظيمية سأشرحها في وقت لاحق ولا نريد أن نتحدث عن ذلك ونحن الآن في هذا الفرح وهذا العرس". بدوره، أكد وزيرالشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين أن خطاب خادم الحرمين الشريفين في كل عام خلال افتتاحه أعمال مجلس الشورى يؤسس لمرحلة من المراحل القادمة. وتابع: "اليوم شهد الحديث عن الأمور المتعلقة بالمواطنين وكان أبرزها القرارات التي أصدرها بخصوص مشاركة المرأة كعضو في مجلس الشورى ومجالس البلدية وذلك وفق الضوابط الشرعية والإسلامية، مؤكدا أن هناك بعدا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في خطاب الملك عبدالله, مشيرا إلى أن هذا الخطاب يُشعرأن المملكة قوية وتخطو خطوات ثابتة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. فيما رفع رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندرالعيبان الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين على هذا القرار التاريخي الذي أعطى المرأة الحق في عضوية مجلس الشورى وأن تشارك شقيقها الرجل في دورها لتنمية ونهضة مجتمعها والمشاركة أيضا في المجالس البلدية ومما لا شك فيه أن هذا القرار يأتي كما أشار حفظه الله بعد تأمل ومشاورة وهذه البلاد وما تقوم به قيادتها من إصلاح وتطوير يأتي في إطار الثوابت الإسلامية الشرعية. ولفت العيبان خلال حديثه إلى أن المرأة في المملكة حظيت وتحظى بكثير من الاهتمام من خادم الحرمين الشريفين ومن حكومته الرشيدة، وقد تحقق لها الكثير من القفزات الكبيرة والتأهيل العلمي والعملي وبالتالي فإن هذا القرار يأتي كتطور طبيعي لما تحقق للمرأة من كثير من الإنجازات من خلال إقامة الجامعات وتعيينها في مناصب قيادية كثيرة وبالتالي هذا القرار قد أثلج ليس فقط صدور المواطنات وبنات خادم الحرمين الشريفين بل أثلج شعب المملكة العربية السعودية. من جهته، أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أن العالم كله سعيد بهذه الكلمة الضافية الجميلة من خادم الحرمين الشريفين، وقال: عودنا المليك أنه في كل لقاء يفاجئنا بقرارات جديدة بناءة وأن هذه القرارات في افتتاحة أعمال مجلس الشورى تصب في مصلحة المرأة، وذلك من خلال مشاركتها في مجلس الشورى وفي المجالس البلدية، مشيرا إلى أن هذا الأمر شيء طبيعي في مجتمع متكاتف تعمل فيه المرأة والرجل لبناء هذا المجتمع الكبير. وبيّن أن المرأة السعودية بلغت الآن مستوى كبيراً من التعليم والثقافة والتحصيل العلمي ومن حقها أن تشارك في بناء المجتمع، مشيراً إلى أن مضامين الخطاب من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية شامله وكاملة ويجب على كل مواطن سعودي العمل على تحقيق تطلعات ورؤى خادم الحرمين الشريفين.