تفقد محفظة نقودك بين الفينة والأخرى، مفتاح سيارتك أيضا، وتضع نقودك تحت بلاطة من البلاطات ولا تجازف بكسر البلاط أجمعه؛ لكلفته...! تنسَ أمر النقود لتتذكر البلاطة المعنية في يوم من الأيام السود! جوالك تتذكر فقدانه فلا تجده إلا في الثلاجة! وأشياء كثيرة.. فهل من حلول؟ أنسى عقالي في كل شهرين مرة وأنا ذاهب للعمل ولا أكتشف ذلك إلا حال نزولي من السيارة لأجد تفاعلا كبيرا ما بين استغراب من تطوّعي المفاجئ، وبالتالي نزعي للعقال، وما بين عبارات تأبين منها: “عظّم الله أجرك”. لم تقرأ – يا سيدي – المقال إلا بحثا عن دواء لمشكلة النسيان المؤرّقة، بعكس العالم الذي يلهث وراء العلم والمعرفة ليكتشف آليات وعقاقير تجعله ينسى! المرضى بحاجة ماسة إلى الصدمات الكهربائية لتنسيهم صدمات الحياة المتتالية! مشاهد القتل الوحشية، فترات الحزن ونشرات الأخبار الكئيبة، من لها غير نعمة النسيان؟! عقلك، وفكرك كله محصور ما بين وظيفة وقرض ومديونيات وزواج.. فوق هذا كله لا يسمحون لك بالنسيان! كثيرا ما يأخذ عقلي إجازة، وأنا بهذا مستمتع! هل لا زلتم مصرين على العلاج؟ لا أفْضَلَ من علاج صاحب صاحبي الذي وصفه له صاحب صاحبه... وكشف له عن مزاياه الفريدة والمثبتة! خبّأ صاحبنا العلاج في مكان ما – حرصاً عليه – استيقظ من الغد بحثا عن الدواء، نسي أين وضعه! هل تعتقدون بعْدُ بشفاء صاحبنا؟! من الأفضل والأجمل أن ننسى كل شيء طالما في النسيان أُنس! وأحمد ربي أنني لا أكتب لكم يوميا؛ وإلا...! كلّها يومان في الأسبوع و(جايبين) فيها العيد!