لماذا يستنكر رئيس اللجنة الزراعية في غرفة الشرقية وفقا ل»الشرق» انتهاج المستهلك المحلي مقاطعة الطماطم كأسلوب لخفض السعر، فهذا حقه المشروع أمام ارتفاعات لن يسأل المستهلك عن أسبابها وتداعياتها، بل فرضت عليه رغما عنه. ثم أين هذا الاستنكار عن حقوق المستهلك المهدرة وخاصة في ظل الارتفاعات المستمرة وغير المنطقية في كل السلع؟ إن المقاطعة هي سلاح المستهلك الوحيد، وإذا أحسن استثماره بالكيفية المناسبة فإنه سيحقق نتائج مذهلة. إن تأثير المقاطعة قد يتجاوز الخسائر المادية للمُنتَج إلى ما هو أسوأ، فالتشويه والتشويش على سمعته خسائر قد لا تعوض. كان بإمكان جمعية المستهلك كسب ثقة الجميع لو تولت قيادة حملة شعبية للمقاطعة ولحسب التاجر لها (1000) حساب. إن دعوات المقاطعة اليتيمة السابقة مع تباين نجاحها، كلها تؤسس لثقافة (المقاطعة الاستهلاكية) التي ما زلنا نبحث عنها. إن مقاطعة الطماطم أو الدجاج أو البيض هي مقاطعة صنف معيّن، أما مقاطعة منتجات ذات اسم تجاري فخطورتها أكبر على التاجر. عندما شكى الناس لعمر بن الخطاب رضي الله عنه غلاء اللحم فقال: أرخصوه أنتم؟ فقالوا: وكيف نرخصه؟ فقال: اتركوه لهم. يقول(رالف نادر) وهو رائد حماية المستهلك في العالم: يعتقد الناس أنك يجب أن تخفض المبيعات(عند مقاطعتها) بشكل كبير، لكن الواقع أنك إن نجحت في تخفيض مبيعات أي شركة من 2 إلى 5% فقد نجحت.