نجح فريق طبي متخصص، في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، في زراعة 16 قوقعة أذنٍ إلكترونية خلال العام الماضي ل 16مريضاً كانوا يعانون من مشكلاتٍ في السمع والقدرة على التخاطب. وذكر رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة، المشرف على برنامج زراعة القوقعة في المستشفى الدكتور علي المؤمن؛ أن برنامج زراعة القوقعة الإلكترونية من البرامج التخصصية المتكاملة التي يقدمها مستشفى الملك فهد التخصصي لعلاج ما بين ثلاثين وأربعين حالة سنوياً في المنطقة الشرقية. وأبان المؤمن أن جميع الحالات التي تمت فيها زراعة القوقعة الإلكترونية لدى قسم الأنف والأذن والحنجرة لم تحدث لها أيّ مضاعفات جانبية، مرجعاً نجاح عملية الزراعة، إلى الاستمرار في التأهيل السمعي بعد العملية الأمر الذي يحتاج إلى جهود مضاعفة من العائلة لمدة تزيد على العام، لأن الإهمال يؤدي غالباً إلى فشل عملية الزراعة. وأوضح الدكتور المؤمن أن زراعة القوقعة الإلكترونية تتم عن طريق زرع جهاز مؤلف من قسم داخلي يتم تثبيته داخل قوقعة الأذن الداخلية وآخر خارجي يشبه السماعة الطبية ويتصلان مع بعضهما بواسطة مغناطيس، ويتم تثبيت الجزء الداخلي للجهاز داخل الأذن، ليقوم بإرسال ذبذبات كهربائية مباشرة إلى أعصاب الأذن الداخلية لتنبيه العصب السمعي من خلال القوقعة الإلكترونية. وبيّن أن هذه العملية تُستخدم لحالات الضعف السمعي العصبي الحاد، المصاحب لعدم القدرة على التخاطب، خاصة عند من لم يستفيدوا من (السماعات) لما لا يقل عن ستة أشهر،لافتاً إلى أن القوقعة الإلكترونية يمكن أن تسهم في تحسين القدرة على سماع الأصوات المحيطة بالمريض، وتطوير مهارات النطق لديه، وبالتالي تيسير قدرته على الاندماج في المجتمع، بما ييسر للطفل الانخراط في مدارس التعليم العام عوضاً عن التعليم الخاص. وأكد الدكتور علي المؤمن أن القوقعة الإلكترونية يمكن أن تبقى في خدمة مستخدمها مدى الحياة حيث لا يحتاج المريض إلى تغييرها خلال فترة النمو، مبيناً أن الاستفادة القصوى منها تتحقق متى ما كان اكتشاف الضعف السمعي مبكراً، ومتى ما تعاونت العائلة مع الطفل في عملية التأهيل. وحث المؤمن اختصاصيي الأنف والأذن والحنجرة، والسمعيات، في جميع مستشفيات المنطقة الشرقية، على تحويل مرضى الأمراض السمعية الحادة الذين يراجعونهم إلى برنامج زراعة القوقعة الإلكترونية في مستشفى الملك فهد التخصصي.