هاجم المعتصمون في مدينة الرمادي العراقية زيارة رئيس الوزراء، نوري المالكي، الولاياتالمتحدة، وفيما اعتبروا أنها تأتي في أكثر أوقات اشتداد «الإرهاب الحكومي» ضد المعتصمين رفضاً للحكومة الحالية، توقعوا أن يسعى المالكي خلال زيارته إلى البقاء لولاية ثالثة والحصول على أسلحة وطائرات ل «تسليطها على رقاب العراقيين». وقال الشيخ محمود الدليمي، وهو أحد منظمي اعتصام الرمادي، في تصريحات صحفية إن «المعتصمين في مدن محافظة الأنبار يرفضون زيارة المالكي أمريكا لأنها جاءت في أكثر أوقات اشتداد الإرهاب الحكومي ضد المعتصمين والاستخدام المقصود لسياسة الاستقطاب الشعبي التي تمارسها حكومة المالكي». واتهم الدليمي المالكي ب «السعى عبر نهجٍ غير قانوني لضمان البقاء في السلطة للدورة الثالثة مهما كان الثمن»، متوقعاً أن يقوم «المالكي وعبر زيارة أمريكا وخطوات أخرى بها بتحسين ظروف معركته المفتوحة مع الشعب العراقي، وأن يسعى للحصول على السلاح والطائرات المقاتلة لتكون مسلَّطة على رقاب العراقيين». ويتهم معارضو المالكي الحكومة بممارسة «إرهاب حكومي» ضدهم عبر استهدافهم للحيلولة دون استمرارهم في الاحتجاجات التي بدأت في ديسمبر الماضي ويتخوفون من استقوائه عليهم بالخارج وخاصة واشنطن. وبيَّن الدليمي أن «المعتصمين في الأنبار يحذرون وبشدة من مغبة دعم الحكومة الحالية من أية جهة دولية وتسليحها في ظل استمرار الأوضاع المأساوية في العراق، ولا سيما على صعيد ملف حقوق الإنسان الذي يشهد انتهاكاً لكل الأعراف الإنسانية». وفي صلاة الجمعة الموحدة في ساحة الاعتصام شمال الرمادي، قال الخطيب الشيخ محمد زيدان الكربولي إن «قضيتنا ليست عشائرية أو سياسية أو قومية بل هي قضية الشعب العراقي كله، وعلى المسؤولين التمييز لا خلط الأوراق». واتهم الساسة في العراق بأنهم بلا ثوابت و«يتغيرون في اليوم ألف مرة حسب مصالحهم، وقد يكونون اليوم أصدقاء لنا وفي الغد أعداء والعكس، فهم يعملون حسب مصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم». ودعا الكربولي المعتصمين إلى الثبات على القيم والمبادئ «لأن هناك من يقدم الولاء إلى بعض الساسة من أجل مصالح شخصية ومادية». وعن مطالب المعتصمين وأولها الإفراج عن المعتقلين، أكد الكربولي أنه لا تنازل عنها. في سياقٍ آخر، أفادت مصادر أمن عراقية أن 10 أشخاص قُتِلُوا أمس وأصيب مثلهم في سلسلة حوادث عنف متفرقة في مدينة بعقوبة «57 كم شمال شرقي بغداد». وذكرت المصادر أن عبوة ناسفة موضوعة بجانب الطريق في قرية أبو كرمة في ناحية أبي صيدا شمال شرق بعقوبة انفجرت وأدت إلى مقتل مدنيَين اثنين وإصابة ثمانية آخرين بينهم أربعة نساء بجروح متفاوتة، فيما قُتِلَ مؤذن جامع القدس في حي فلسطين بانفجار عبوة ناسفة قرب منزله وسط قضاء المقدادية شرقي المدينة. وقالت المصادر إن عبوة ناسفة موضوعة بجانب الطريق داخل حديقة عامة في حي المصطفى وسط بعقوبة استهدفت تجمعاً لمدنيين وأسفرت عن مقتل سبعة أشخاص بينهم وإصابة اثنين بجروح.