شارك آلاف العراقيين في عدد من محافظات البلاد في جمعة "خيار من في الميدان خيارنا"، ضد الحكومة، فقد احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين في ساحة العز والكرامة في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار غرب بغداد اليوم الجمعة، مؤكدين إصرارهم على البقاء حتى تحقيق مطالبهم. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "مطالبنا ليست منة على أحد"، و"إما أن نكون مواطنين من الدرجة الأولى أو ثوار من الطراز الأول"، وطالبوا الأممالمتحدة والاتحاد الأوربي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية بمتابعة أحداث الحويجة وتفجير مسجد سارية شرقي مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالي شمال شرقي بغداد، وفتح تحقيق دولي بالحادثين.
وقال الشيخ حسين العمير، إمام وخطيب الجمعة: إننا "ندعو المتظاهرين والمعتصمين على الصبر على اعتداء الحكومة وحر الصيف؛ فإن النصر بشائره قد لاحت"، مؤكداً أن "خيار التفاوض والحوار يقرره المعتصمون في الساحة وليس السياسيون".
وأضاف أن "العراقيين يعلمون أن لا عداوة بينهم، ولا يوجد ما يستحق القتال فيما بينهم"، متهماً الحكومة ب"إثارة الفتنة أو التلويح بها".
ومن جانبه قال الشيخ عمار الدليمي، خطيب جمعة مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمال بغداد: إن "القومية والوطنية لا يجب أن تتقدم على الدين، ونحن لا نقلل من شأن الوطن والوطنية، لكن الدين مقدم عليها في الحفظ".
وأضاف أن "العراق يشهد اليوم سفكاً للدماء وهتكاً للأعراض وضياعاً للأموال وامتهاناً للكرامة، وضعفاً وتنكيلاً"، مبيناً أن "المقابر ضاقت بنا وامتلأت بنا السجون".
كما تظاهر الآلاف من أهالي محافظة صلاح الدين، شمال بغداد، حيث خرجت تظاهرات حاشدة في مدينة تكريت مركز المحافظة، وسامراء والدور وبيجي- كبرى مدنها- ومناطق أخرى من المحافظة.
وقال الشيخ دري الدليمي إمام وخطيب جمعة تكريت: إن "الاعتصامات ستستمر إلى حين الاستجابة لمطالب المعتصمين من قبل الحكومة العراقية"، داعياً إلى "الوحدة والتكاتف من أجل الوقوف بوجه الهجمات التي تشنها القوات الحكومية ضد ساحات الاعتصام في جميع المحافظات المنتفضة ضد سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي".
من جانبه، أكد الشيخ محمد طه الحمدون المتحدث باسم المحافظات التي تشهد تظاهرات والمشرف على اعتصامات وتظاهرات ميدان الحق في مدينة سامراء أن "الحكومة أمامها خياران إما المواجهة المسلحة أو إقامة إقليم في هذه المحافظات".
وتشهد محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالي وكروك، منذ أكثر من أربعة أشهر تظاهرات أسبوعية حاشدة، للمطالبة بإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وإطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء وتصحيح مسار العملية السياسية.