خرج مئات المتظاهرين في عدة مدن عراقية أمس الجمعة في مظاهرات شعارها" "خيارنا حفظ هويتنا"، وذلك بعد أن رفعت سلطات الأمن العراقية حظرًا للتجوال كانت قد فرضته مساء الخميس لمواجهة هجمات محتملة أكدت وجود معلومات استخبارية بشأنها في محافظة الأنبار، كما تظاهر مواطنون في مدينة تكريت وقضاء سامراء. وقال إمام وخطيب الجمعة في ميدان العزة والكرامة بتكريت دري الدليمي إن "جمعتنا لهذا اليوم ستكون تحت شعار خيارنا حفظ هويتنا"، مبينا أن "هذه التسمية جاءت بشكل موحد مع المحافظات العراقية الست المنتفضة". وأضاف الدليمي أن "هذا الاسم جاء نتيجة الاستهداف الواضح لهوية المحافظات المنتفضة لذا فخروجنا اليوم، سيكون موجهًا ضد الظلم والظالم وضد سياسة الحكومة التي تحاول جر البلاد إلى الفتنة الطائفية". وأشار إلى أن "المتظاهرين استنكروا أعمال العنف التي تستهدف الأبرياء من أبناء الشعب العراقي خاصة ما شهدته بغداد وكركوك والموصل من هجمات خلال اليومين الماضيين". كما توافد المئات على ساحتي الاعتصام في مدينتي الرمادي والفلوجة عقب رفع الحظر، الذي شمل منع حركة السيارات والدراجات والأشخاص بحسب ما ذكرت قناة "سكاي نيوز عربية". وقد رفعت سلطات الأمن العراقية حظرًا للتجوال كانت قد فرضته مساء الخميس لمواجهة هجمات محتملة أكدت وجود معلومات استخبارية بشأنها في محافظة الأنبار، عقب مداهمتها لمقر الشيخ علي حاتم السليمان أمير عشائر الدليم واعتقال ثلاثة من أفراد حمايته لساعات قبل الإفراج عنهم بحسب ما ذكرت وكالات أنباء دولية. وتشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك، منذ 25 كانون الأول/ديسمبر 2012، تظاهرات أسبوعية حاشدة شارك فيها علماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولون محليون، للمطالبة بإطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة. وبدوره، قام الجيش باعتقالات بين صفوف المتظاهرين، بحثًا عن قتلة الجنود، وأصدر أوامر بتوقيف قادة من المعتصمين. حصار وفي السياق، تمكن العشرات من مقاتلي القبائل بمنطقة الأنبار، مساء الخميس من محاصرة مبنى القيادة العامة للجيش العراقي في منطقة الرمادي، مطالبين بخروج عناصر الجيش من المحافظة بحسب ما أكده مسؤول بالشرطة العراقية لCNN. وأشار حاتم السليمان، أمير قبال الدليم في تصريح لCNN إلى أن هذه التطورات تأتي بعد أن قام عدد من عناصر الأمن العراقي باقتحام مزرعة يملكها، الخميس، في محاولة لإلقاء القبض عليه، الأمر الذي أثار حفيظة أبناء قبيلته والقبائل الموالية له. وقال السليمان: "هذا يكفي، سنهاجم كل نقطة تفتيش وحاجز للجيش العراقي في منطقة الأنبار، في حال ما لم ينسحب من المنطقة بأكملها،" مشيرًا إلى "أننا لن نقبل أي محادثات ومفاوضات مع الحكومة العراقية بعد الآن". ويشار إلى أن السليمان كان له دور بارز في إنشاء ما يعرف ب" جيش العزة والكرامة" المكون من مقاتلي القبائل في الرمادي والمناطق الأخرى في الأنبار. تفجيرات ميدانيًا، قتل 48 عراقيًا وأصيب 57 بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين الجمعة استهدفتا مصلين قرب مسجد سني وسط بعقوبة، فيما قتل ثمانية آخرون وأصيب 25 بجروح في هجوم استهدف مشيعين سنة في المدائن. وجاء الهجومان غداة مقتل 12شخصًا وإصابة العشرات بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف عند مدخل حسينية في كركوك (240 كلم شمال بغداد) مساء الخميس، وبعد يومين من مقتل 21 شخصًا في هجمات استهدفت مناطق تسكنها غالبية شيعية في بغداد. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة فرانس برس إن "عبوة ناسفة استهدفت مصلين لدى مغادرتهم مسجد +سارية+ في وسط بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) عقب صلاة الجمعة (...) اعقبها انفجار عبوة ناسفة لدى تجمع أشخاص في مكان الهجوم". وأضاف أن "41 شخصًا قتلوا في الهجوم وأصيب 57 بجروح". وأكد طبيب في مستشفى بعقوبة العام لفرانس برس الحصيلة الجديدة لضحايا الهجوم بعدما كانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 38 شخصًا وإصابة 55 بجروح.