مقاتلون من لواء جند دمشق التابع للجيش الحر في الغوطة الشرقية (رويترز) باريس – معن عاقل عثر الأمن الجنائي السوري أمس الأول على عشرين جثة مقطعة داخل أكياس في موقعين لأحد قادة الشبيحة؛ الأول مزرعة قرب قرية «كرسانا» والثاني بفيلا في الشاطئ الأزرق قرب اللاذقية على الساحل السوري، وقال ناشط من المدينة أمس ل «الشرق»: إن الأمن الجنائي بدأ عملية البحث بعد أن أبلغ عن فقدان أحد الأشخاص من قرية «كرسانا» من قبل ذويه، وأوضح الناشط أن المزرعة تعود لأحد أكبر قادة الشبيحة في اللاذقية ويدعى أحمد الصوفي، ويعمل تحت إمرة قائد ما يسمى جيش الدفاع الوطني «الشبيحة» هلال الأسد وهو ابن عم بشار الأسد، وأشار الناشط إلى أن الجثث تعود لعسكريين من قوات الأسد قتلوا نتيجة تصفية حسابات داخل الشبيحة، ومدنيين اختطفوا على حواجز «جيش الدفاع الوطني»، وأكد الناشط أن حالة غضب شديدة تسود بين أهالي «كرسانا» وسكانها من الطائفة العلوية المؤيدة للنظام، بعد اكتشاف الجثث وبينها المفقود من القرية ذاتها، وأشار الناشط إلى أنه لم يكشف عن هويَّات بقية الجثث التي عثر عليها، ورجح أن تستطيع القوى الأمنية لملمة الموضوع للحفاظ على وحدة الصف الطائفي. وفي سياق آخر، قال أبو العباس الغباغبي قائد كتائب البتار ومدير مكتب العمليات في المجلس الثوري العسكري بالغوطة الشرقية ل «الشرق»: إن المجتمع الدولي والإقليمي وعلى رأسه الولاياتالمتحدة ساهم في عملية إيصال الثورة السورية إلى المأزق الذي تمر به الآن عبر دعمهم المباشر وغير المباشر النظام، مؤكداً أن هناك خطة ممنهجة اتبعت ونجحت في إفراغ الثورة السورية من محتواها وفصل جزء من الحاضنة الشعبية عن الثورة من خلال سياسة التجويع، كما أشار الغباغبي إلى الدعم اللامحدود من قبل النظام للفصائل المتطرفة، لافتاً إلى أن النظام نجح في إطباق الحصار على الغوطة الشرقية، بسبب تواطؤ القوى الغربية معه وتواطؤ بعض الفصائل مع القوى الخارجية وارتهانها لأجنداتها بسبب التمويل الذي تتلقاه منها. وأكد أن هناك بعض الفصائل ومنها لواء الإسلام لديها سلاح نوعي يكفي لإسقاط مدينة دمشق بكاملها خلال أربع وعشرين ساعة، مشيراً إلى امتلاك لواء الإسلام منذ شهر 400 صاروخ كونكورس وميلان القادر على تدمير أحدث الدبابات وطواقمها على بعد خمسة كيلومترات. وأشار أبو العباس إلى أن بلدة حتيتة التركمان سقطت في يد النظام ووصلت قواته إلى مشارف قرية دير العصافير والركابية في الغوطة الشرقية، وتمكن النظام من إبعاد الجيش الحر عن طريق المطار الدولي لمسافة سبعة كيلومترات تقريباً. واتهم الغباغبي قوات الأسد باستهداف مدينة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية بقذائف هاون خلال الأيام الماضية، وأوضح أن القصف جاء بعد أن اكتشفت اللجان الشعبية التابعة للنظام سيارتين مفخختين أعدهما النظام للتفجير في المدينة، وأقدم إثر ذلك على اعتقال عدد من عناصر هذه اللجان واستبدالها بأخرى، ما دفع الأهالي للخروج بمظاهرات ضده، محذراً من أن النظام يسعى لإحداث فتنة طائفية بين الدروز والمناطق السنية المحيطة خاصة بلدة المليحة المجاورة.