سيطرت مجموعات من الجيش السوري الحر أمس السبت على مدينة طفس التي تفصل شرق محافظة درعا عن غربها بعد اشتباكات عنيفة استمرت أسابيع، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بريدٍ إلكتروني إن الكتائب المقاتلة سيطرت على مدينة طفس بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية استمرت أسابيع عدة وقُتِلَ خلالها العشرات من الطرفين. وأشار المرصد إلى انسحاب القوات النظامية من «الثكنة العسكرية المجاورة لطفس ومن حاجز التابلاين» في المنطقة، وأفاد بأن أقرب نقطة لقوات النظام أصبحت على بعد أكثر من عشرة كيلومترات من المدينة. وقُتِلَ في هذه المعركة قبل أيام المقدم المنشق ياسر العبود، وهو رئيس غرفة عمليات المنطقة الجنوبية وقائد لواء الفلوجة- حوران، الذي كان يُعد من أبرز القادة الميدانيين لدى الجيش الحر. وعُرِفَ العبود بمحاربته السرقات والتجاوزات التي كانت تقوم بها عناصر في الجيش الحر، حسبما يقول ناشطون، وبانتقاده الحاد لأداء الائتلاف الوطني السوري المعارض مع المقاتلين على الأرض. وسجل مقاتلو المعارضة خلال الأسابيع الماضية تقدماً في عددٍ كبير من المناطق في مدينة درعا، لا سيما على الحدود مع الأردن، وفي المحافظة. وفي محافظة حمص (وسط)، تستمر المعارك العنيفة، بحسب المرصد، «بين مقاتلين من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام والكتيبة الخضراء التي تعرف باسم كتيبة الاستشهاديين وكتيبة مغاوير بابا عمرو وكتائب أخرى من طرف والقوات النظامية من طرف آخر في مناطق صدد ومهين وحوارين والحدث» في الجزء الشرقي من ريف حمص الجنوبي. وكان المقاتلون المعارضون دخلوا مطلع الأسبوع أجزاء واسعة من بلدة صدد المسيحية بهدف التقدم نحو مهين، حيث توجد مستودعات أسلحة كبيرة تابعة للنظام، إلا أن قوات النظام تصدت لهم واستعادت الجزء الأكبر من المناطق التي انتشروا فيها، ولا يزال المقاتلون موجودين في الحي الغربي وبعض الشمال لجهة مهين، البلدة السُنيَّة. وقال الملازم عرابة إدريس، وهو ضابط منشق وقائد ميداني يشارك في معركة المستودعات، إن «الوضع الميداني ممتاز بالنسبة إلى الثوار»، مضيفاً أن النظام «يحاول استعادة السيطرة على صدد، ويستخدم كل أنواع الأسلحة والدبابات والمدفعية الثقيلة والطيران». وتابع أن هذه «المعركة مهمة جداً من الناحية الاستراتيجية ومن شأنها تأمين طريق إمداد لنا إلى الغوطة الشرقية، إذا تمكنّا من السيطرة على المنطقة». وأشار إلى أن «في مخازن الأسلحة في مهين ما يكفي من الذخيرة لتحرير كل سوريا». وصدد بلدة تاريخية قديمة تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، وهي على الطريق بين مهين والقلمون في ريف دمشق التي تسيطر المعارضة المسلحة على معظمها وتفيد التقارير عن استعداد القوات النظامية لشن هجوم واسع عليها. في الشمال، قال المرصد إن الطيران الحربي نفذ غارة على شرق سوق الخضار في مدينة الرقة، ما تسبب في مقتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة فتيان وإصابة أكثر من 15 شخصاً آخرين بجروح.