لا تزال هدية «صوغة» الحج من أجمل العادات الاجتماعية، فعلى الرغم من بساطتها إلا أنها تحمل قيمة كبيرة في نفوس الأهل والأقارب والجيران، كونها تحمل رائحة الحج، ومن الجميل أنه رغم تأثير التكنولوجيا على كثير من موروثات حياتنا إلا أن هدايا الحج مازالت كما هي لم تتغير. تقول منيرة الحمد باحثة في التراث إن هدايا الحج قديما كانت بسيطة وغير مكلفة ولكنها تثير الفرح في نفوس الكبار والصغار لكونها آتية من مكةالمكرمة، ولم تتجاوز الهدايا قارورات ماء زمزم والمسابح وسجادة الصلاة والمسواك للكبار ولعبة كاميرا صور الأماكن المقدسة، وتأتي بثلاثة ألوان (الأحمر والأخضر والأزرق)، والمزامير، والخواتم والسلاسل للأطفال. السواك.. من هدايا الحج قديماً كونه بسيطاً وغير مكلف وتضيف أن عودة الحجاج كانت ولا تزال دائما محل احتفال واحتفاء لمكانتها ورمزيتها، ويحرص المهنئون والزوار على الاستماع إلى تفاصيل رحلة الحج. وأشارت إلى أن الوضع في أيامنا الحالية لم يختلف كثيرا، فما زالت أفواج الحجاج تعود ثالث أيام العيد محملين بالهدايا (الصوغة) للأهل والأصدقاء، حيث إن تقديم الهدايا له معنى عميق في الثقافة الإسلامية. وبينت الحمد أن الحاج مازال يفضل شراء الهدايا التقليدية خفيفة الحمل كالمسابيح وسجادة الصلاة والمسواك وكحل الإثمد ودهن عود وخاتم التسبيح وماء زمزم المبارك، وتعتبر المسابح الآن من الأشياء المفضلة بالنسبة للحجاج وتختلف المسابح في أنواعها فمنها المسابح البسيطة الزهيدة الثمن وتصنع من الخشب والكريستال وأفخرها وأغلاها ثمنا التي تصنع من الأحجار الكريمة الطبيعية. كما بينت أن سجادات الصلاة والمصاحف والبخور والعطور تلقى جميعها إقبالا كبيرا من الحجاج. وتشير إلى أن طريقة الاحتفال بقدوم الحاج هي التي تغيرت حيث إنه كان الاحتفال بالحاج له صور كثيرة كتعليق الأعلام والأنوار وإقامة الولائم، بينما تقتصر الآن على زيارات السلام والتهنئة بعودة الوصول.