اسْتَكْتَبَتْنِي صحيفةُ «الشرق» عند انطلاقتها بطلبٍ من رئيس تحريرها آنذاك الأستاذ قينان الغامدي عبر اتِّصالٍ من الأستاذ خالد الأنشاصي رئيس قسم الرأي فيها حينها، فانطلقتُ كاتباً مقالة الرأي فيها بانطلاقتها دون انقطاعٍ، بل وتنشر الصحيفةُ لي مقالات إضافيَّة وأخرى استثنائيَّة، وبتولِّي الأستاذ جاسر الجاسر رئاسةَ تحريرها ونهوض الأستاذ عبدالوهَّاب العريض برئاسة قسم الرأي فيها واصلتُ كتابةَ مقالتي الأسبوعيَّة لأبلغ الرقم 100 لمقالتي هذه في صحيفة «الشرق» في عددها رقم 686، وما استمراريَّتي في الكتابة إلَّا لثقةٍ من رئيسَيْ تحريرها السابق والحالي وتقديرهما، علماً بأنِّي لم ألتقِ بهما بعدُ ولم أهاتفهما إلَّا مرَّات قليلة، فأشعراني بثقتهما فلهما شكري وتقديري الممتدَّين لرئيسَيْ قسم الرأي فيها الحالي والسابق جرَّاء صبرهما على تغييري المتتابع لمقالتي، فلطالما بعثتُ لهما بمقالات لتنشر متتابعةً بحسب ترقيمها؛ لأقطع تتابعها بمقالة مستجدَّة مشفوعة برسالة اعتاداها تقول: يُستحسن نشرها الأحد القادم، فيستجيبان لاستحساناتي تلك، أقدِّر لصحيفة «الشرق» نشر مقالاتي، إذْ لم تَحجب منها إلا ثلاثاً، تناولت في إحداها مخطَّطاً لتوسعات صحن المطاف اقترحه أخي محمَّد العصَّاي، ومقالتين عن السرقات الأدبيَّة للدكتور عايض القرني حُجبتا باعتباره من كتَّاب «الشرق»، ولم يُحذف من مقالاتي كلَّها إلَّا خمسة أسطر من مقالةٍ أشرتُ فيها إلى زعماء تنظيم الإخوان المسلمين السعوديِّين، أقدِّر هذا ل«الشرق» ولوصول نسختها الورقيَّة مجاناً إلى صندوق بريدي دون انقطاع. كتبتُ مقالتي هذه شكراً وتقديراً لصحيفة «الشرق» وللزملاء فيها صحفيِّين وفنيِّين؛ لذلك لن أنسى أنَّ أخصَّ الزُّملاء في قسم التصحيح اللغوي بأسمى مشاعري لأدوارهم عامَّة ومع مقالاتي خاصَّة، مشيداً بالمصحِّح اللغويِّ الأستاذ خليل عناية الذي بدأتْ علاقتي به بتخطئتي نحويّاً في جملة في مقالتي وتغييرها فيما كانت صحيحة كما كتبتُها، فعلَّقت على مقالتي مبيِّناً ذلك، فصُحِّحتْ في الموقع فشكرته حينها، وفي مقالة لاحقة في العدد 658 أخطأتُ نحويّاً في جملة فتداركها دون أن يعلم القرَّاء بها، لكنَّني شكرتُه معلِّقاً قائلاً: أخي المصحِّح اللغويّ في صحيفة «الشرق»: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أقدِّر لك جهدك وعلمك فلقد أصبتَ بتصحيح الجملة التي صحَّحتَها في مقالتي، فلقد ظننتها بدلات مجرورة فإذا هي أحوال منصوبة، فلك شكري وتحيَّاتي، وأقدِّر للأستاذ خليل ثقته بقدراتي اللغويَّة، قائلاً إنَّ مراجعتهم مقالاتي هي من باب القراءة ليس إلَّا، بل إنَّه يحاورني كما في جمعي موضوعاً ومشروعاً جمع مؤنَّث سالماً لا جمع تكسير ليُبقيهما كما كتبتهما. كما أقدِّر لقرَّاء مقالاتي من النسخة الورقيَّة ومن النسخة الإلكترونيَّة، ومن خلال روابطها في تويتر وفيسبوك، الذين يوصلونها لمراتب متقدِّمة قراءةً من بين مقالات الرأي في «الشرق»، وأحيِّي منهم المعلِّقين عليها والذين جعلوا معظمها تتصدَّر مقالات «الشرق» تعليقاً أو تقترب من الصدارة، علماً بأنِّي لا أجامل في مجال الرأي والفكر والثقافة وسلامة اللغة وصلة التعليقات بمواضيع المقالات، ولو جاملتُ لازدادتْ التعليقات عدداً، ولكنِّي سأخسر قرّاء جادِّين يتميَّزون بقدرات في الفكر والرأي، في حين أنَّ ردودي غير المجاملة أزعجتْ معلِّقين لتتحوَّل تعليقاتهم إلى هجوم على شخصي، ولكنَّ صمودي في توجُّهي للارتقاء الفكريِّ والثقافي واللغويِّ بأولئك أزعجهم فانسحب معظمهم من التعليق على مقالاتي، فكان ذلك خيراً لهم من انكشافهم سلباً من خلال تعليقاتهم. عانيتُ نشر ردودي على تعليقات القرَّاء منذ مقالتي في العدد رقم 567 وحتَّى مقالتي في العدد رقم 630، أي لتسع مقالات، دون معرفتي بسبب ذلك، والذي تبيَّنتُه باتِّصالٍ برئيس التحرير أدَّى لتحرِّيه من المشرفين على الموقع ليعرِّفني بأنَّ ذلك يعود لبعثي بتعليقاتي مع إيميلي الخاص وليس مع الإيميل المخصَّص لي من صحيفة «الشرق»، ولكَم تمنَّيتُ معرفة هذا السبب في حينه، فلقد استخدمتُ إيميلي الخاص الذي أبعث منه مقالاتي للصحيفة في الردود على التعليقات ل82 مقالة، علماً بأنِّي ما زلت أحسُّ بأنَّ هناك حصانة لمعلِّقين تحول دون نشر ردودي عليهم قبلُ وبعدُ. ولقد التزمتُ بعدد كلمات مقالتي 800 كلمة إلى أن اكتشفتُ أنَّ زيادتها بحدود خمسين كلمة يتيح لها موقعاً أفضل في صفحتي الرأي، وهذا ما التقطته من مهاتفةٍ مع رئيس قسم الرأي، فعسى ألَّا يكون سرّاً أذعته، وحينما رغبتُ في تغيير صورتي الشخصيَّة المرافقة لمقالاتي في النسخة الورقيَّة وفي الموقع الإلكتروني عانيتُ شهرين ليس لسبب إلَّا لمرور رغبتي هذه من خلال الأستاذ عبدالوهَّاب إلى الفنيِّين الذين يتجاوزونها نسياناً أو باعتبارها رغبة غير ملحَّة. كتبت مقالاتي في التربية والتعليم فلسفةً وشؤوناً وهموماً وتطلُّعات ومعوِّقات، وفي التعليم الجامعي والدراسات العليا، وفي البحث العلميِّ توجُّهاً تنمويّاً ومستوى أكاديميّاً وأمانة علميَّة وشهادات وهميَّة، وكتبتُ في الأدب والنقد، وفي الفكر والثقافة، وفي الفساد وفي التنمية وفي البيئة، وفي المبادئ والقيم الأخلاقيَّة وعن العادات والأعراف، وفي قضايا اجتماعيَّة وسياسيَّة، تناولت شؤوناً خليجيَّة وقضيَّة فلسطين، وكتبتُ عن الثورات العربيَّة وعن مخطَّط الشرق الأوسط الجديد، وعن التوجُّهات الفارسيَّة العدوانيَّة، كتبتُ عن التطرُّف الفكري والتشدُّد الديني وعن الأخونة والتجسُّس والعصبيَّة والعنصريَّة، وكتبتُ في الوطنيَّة والديمقراطيَّة والعدالة الاجتماعيَّة، وفي حريَّة التفكير والتعبير والحوار الوطنيِّ والثقافي، وفي حقوق المرأة وأدوارها وحقوق الطفل وأصحاب الاحتياجات الخاصَّة، كتبتُ عن اللغة العربيَّة الفصحى مكانة وعن مهانة الشعر الشعبي لها، كتبتُ عن وزارة الصحَّة جهوداً ومنجزات وقصوراً وعقبات، كتبتُ مستقرئاً التاريخ ومفعِّلاً الجغرافيا ومستضيئاً بعلم النفس ومسترشداً بعلم الاجتماع، مقالاتٌ إمَّا أنَّها تدخل في تخصُّصي الأكاديميِّ، أو تتَّسق مع خبراتي التربويَّة العمليَّة، أو تنطلق من موهبتي الأدبيَّة وقدراتي التَّذوقيَّة، أو تلامس معايشتي قضايا مجتمعي، أو تعدُّ ثقافة عامَّة تخدمها التخصُّصات والمواهب، ونشرتُ من خلال مقالاتي وتعليقاتي ما يزيد على 100 قصيدة ومقطوعة شعريَّة، نسَّقتُها موضِّحاً رقم العدد المنشورة تعليقاً فيه وعنوان المقالة واسم كاتبها استعداداً لنشرها لاحقاً في مجموعة شعريَّة بعنوان: (تعليقاتي الشعريَّة في صحيفة «الشرق»)، فشكراً لمن أجاز مقالاتي ولمن قرأها ولمن علَّق عليها، وكلُّ عام والجميع بخير.