1 – يخسر الإنسان كلما حاول أن يكون جميلاً، ويتورط في الكذب، والنفاق، وخدش وجهه بالأقنعة، إنه ينهزم كلما حاول محق حقيقة أنه قاصر عن الجمال المطلق، لأنه يزداد بشاعة وثقوباً أمام منهزم آخر.. ينهزم بالتصديق. 2 – مرة.. تلو مرة، يحاول الإنسان التحكم بالإنسان. لكن الأول ينهزم باعتباره الصورة الرثّة للحق، والآخر ينهزم باعتباره الصورة الأنقى للباطل، مزهوق. 3 – قال كهلٌ لصبي: تعلّمْ مني الحكمة، قَرُبَ الرحيل! فرد عليه: تعلّم مني بُعدَ الرحيل! إنهما مهزومان بلا شك، يعتقدان الحكمة والدوام، وهما الجاهلان الفانيان. 4 – فجأة.. في أحد أرحام التاريخ، كان الغباء ملكٌ في الأرض، أطاعه الإنسان، ووضع الهزيمة على تلة لتراها جميع الكائنات، وابتكر الحرب! 5 – عاد وتجلى الإنسان ذات صباح قديم تحت زيتونة وارفة.. وهرب من الهزيمة، بتجسيدها، فأبدع الموسيقى والكتابة والغناء والرسم والصورة.. لكنه انهزم مرتين، حين حاربها جميعاً. 6 – ينهزم الإنسان حتى في الفراغ، لا يصيحُ، ولا يسمعُ، ولا يجري.. ينهزم! 7 – يظهر الأنبياء، ليوقفوا الهزائم، ولكن يهزمهم الإنسان عندما ينهزم، ويتعممُ بالكراهية، ويلبس الظلم، ويضع في النهر الطويل زيتاً، وفي القناديل قطرات الماء! 8- عندما يكون الوحيد أكثر وحدة، فإن هزائمه تلبس فساتين، وتسامره. 9 – عندما تكون الهزيمة طازجة، فإن الكلام يندسّ تحت السجاد، كأتربة منزل الأعزب. 10 – عندما تتخمّر الهزيمة.. يكتبُ الشاعر قصيدة مُلثمة، أوقظها من بلاد العذاب، حيث الهزائم هناك تبني القصور. 11 – قصور بابل، هزائم وضعت عليها الطبيعة مساحيقها، صارت هزائم فاتنة. 12 – أتُرى.. أول هزيمة للإنسان، ولادته؟