بعد أن اجتهد في حياته العملية وأسس لنفسه مستقبلاً زاهراً وعيشة رغيدة.. وقضى في بلاد الغربة 26 عاماً.. فكَّر فخر الزمان أن يعود إلى بلده بنغلاديش.. وها هو اليوم يكلل هذا المسعى بالتكفير عن ذنوبه التي يقول إنه ارتكبها بسبب هجران أمه وأسرته طوال هذه المدة.. ويضيف: فضلاً عن أني كنت مصمماً على طلب العلم، فقد كانت ظروفنا المالية صعبة جداً؛ لذا سافرت لتحقيقهما، ولأن أبي رفض عودتي للبلاد فلم يكن موافقاً على سفري أصلاً، لذا مكثت طوال هذه السنوات، وها أنا ذا أعود اليوم مؤملاً غفران كل هذا الجحود لأمي التي بلغت من العمر 92 عاماً. التقينا الحاج فخر الزمان من بنغلاديش بين الجموع وهو يصر على قيادة الكرسي الذي تجلس عليه والدته التي بدا عليها كبر السن وعدم المقدرة على فعل شيء، رافضاً أن يساعده أحد في قيادة والدته. يقول فخر الزمان: رفضي مساعدة أي حاج لي ليس خوفاً من أحد أو كبرياء، ولكني أذنبت كثيراً في حق والدتي وحق أسرتي وأود التكفير عن ذنبي هذا بحملها والتنقل بها في كل مكان من هذه المشاعر المقدسة دون مساعدة أحد، وكل ذلك من أجل أن تسامحني وأن يتحقق لها الحلم الذي كانت تحلم به الذي يعد بالنسبة لها مستحيلاً، خصوصاً بعد أن توفي والدي الذي لم يكن في استطاعته تحقيق حلم والدتي لظروفه المالية الصعبة جداً. أما الأم فاكتفت بالإشارة بيدها للأعلى ربما طلباً للغفران لابنها والهداية له، أو الشكر لله على أن وفَّقها لحج هذا العام.