الابتسامات تأخذ من وجه الحاج تعبه وتمنحه طمأنينة القمح، وفرح الحصاد. والابتسامة تعني الرضا بما تحقق لهذا الحاج من فوز وكذلك تعني صفاء حققته لحظات النسك الآمنة ليكون وجه الحاج عنوان «الإنجاز». هذه «الجزيرة» تروي قصة ثلاثة ملايين حاج جاؤوا يحملون أحلامهم حلماً حلماً، ويقرؤون آياتهم في بياض أيامهم، يغفون على مخدة البلد الآمنة، ويصحون على تلبية اليمام.. مواصلين خطاهم باتجاه السماء ويرتقون على جبل الرحمة دعوة دعوة حتى يؤانسهم النقاء، ينفضون ما تبقى من خطاياهم ويغتسلون بدمع رجاء حلو يسميه الصالحون.. الغفران. ترتفع أفئدتهم مع راحات أيديهم «يا رب» ها نحن بين يديك طالبين رحمتك التي وسعت كل شيء علّها تسع أرواحنا يا رب.. أتيناك شعثاً غبراً لا حلم إلا عفوك ولا رجاء إلا رحمتك.. فخذنا إلى حلمك، ونقّنا من خطايانا وامنحنا البياض واغسلنا من الخطايا بماء الثلج والبرد. بالابتسامة يودع الحجاج مكةالمكرمة حاملين معهم أجمل عطر لأعظم رحلة توفرت بها عوالمٌ من الفرح والبهجة والخشوع، ودعوات لكل رجل وامرأة وقفا على راحتهم بدءاً بأصغر كشفية وكشاف ونهاية بقيادة هذا البلد الآمن التي سهرت ليناموا وعملت ليطمئنوا ويرتاحوا.