ليتنا في مجالنا الرياضي نستغل مثل هذه الأيام المباركة لنغسل قلوبنا من كل ما شابها خلال الفترة الماضية، ونعيد لها نقاوتها وصفاءها الذي أخذت منه الرياضة وكرة القدم الشيء الكثير! نختلف ونتصادم ونكون في شقاق دائم بسبب تباين التوجهات والميول، والكل يحرص أن يكون هو البطل وحبيب الجماهير حتى لو على حساب نفسه أو مبادئه أو حتى الحقيقة! كلنا كذلك إلا من رحم الله.. اليوم هو فرصة حقيقية لتنقية القلوب والعقول ودعوة الجميع لإبقاء كرة القدم في الملعب والمقالات في الصحف واللقاءات في التليفزيون، والخروج منها بقلب سليم لا يحقد ولا يكره ولا يفتري ولا يتمنى لأخيه المسلم إلا كل خير. لن أقول دعونا نقضي على التعصب؛ لأن ذلك شعار من المستحيل تطبيقه في عالم كرة القدم تحديدا ولكن سأقول دعونا نحترم بعضنا أكثر، ونقدر بعضنا أكثر، ونلتفت لأخطائنا ونحاول تصحيحها. الرياضة وكرة القدم تستحق أكثر من هذا الهيجان غير المبرر الذي نمارسه! وسنفقد مكانتنا خليجياً وعربياً وآسيوياً وحتى دولياً إذا استمر نهجنا الإعلامي بهذا الشكل الذي حوَّل الإعلامي لمجرد محامٍ يرتدي روبه ليترافع دفاعاً عن ناديه سواء كان معه حق أو لم يكن! فقط ليقول أنا هنا!! نحتاج لكثير من المصداقية والموضوعية والمهنية لإعادة توظيف إعلامنا وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأون، ولعل أولى خطوات ذلك أن يبدأ الإعلامي بنفسه حتى يكون قدوة للبقية. كل عام وأنتم بخير وبمهنية وموضوعية وحياد.