الإعلام بكل وسائله هو العين الرقيبة التي تستقرئ الحدث ، تناقشه وتحلله وتكتب ماله وما عليه إلى أن تغلق المضمون فيه بمضمون آخر شعاره الحقيقة. فالإعلام رسالة البعض يجيدها أما البعض الآخر فكلما حاول إثبات ذاته فالمحاولة مهما تكررت إلا أنها في نهاية المطاف تعيده إلى حيث بداياته والسبب يعود إلى نظرته القاصرة بهذه المهمة التي لا تقبل إلا بأولئك الذين يسايرون ركبها بالوضوح والحياد والمصداقية وليس العكس كون العكس الذي عانت منه رياضتنا لا بد أن يزول حتى لايصبح مهنة لمن ليس له مهنة. لن أفتح ملفات الماضي ولن أعود لأصحابها ، لكنني بعدما قرأت المأساة بعينها في طروحات اختصت بالأهلي قدحا وذما قلت لمن يدرك ويحفظ ويستوعب: هل ما يتناوله هؤلاء المغالطون بحق الأهلي يندرج في قائمة النقد ومهنة الإعلام؟ اتهامات سيقت وأكاذيب كتبت ودونت ، وعندما آلت كل العبارات إلى ما آلت إليه تحول المشهد بكل ما يحمل من ألم إلى الزج برسالة الإعلام في قالب لا يليق بها. مثل تلك المحاولات التي دائما ما تبتز القارئ الواعي قبل المسؤول يجب أن تحفظ ، فربما حان الوقت لتقديمها في قالب النصيحة لعل في النصيحة الصادقة ما قد يسهم في أن يتجاوز هؤلاء فلسفة النقد المبطن بالكذب ويعودوا أكثر حيادا وأكثر وعيا وأكثر قبولا لكي لا يخسروا ما تبقى لهم من قبول في عيون القارئ وقلبه. في منهج الصحافة الذي تعلمناه هو أن يكون الكاتب صادقا في نقده وصادقا مع نفسه، إن تناول قضية يتناولها بحياد وإن قال رؤيته في حدث يقول ولا يتجنى ولا يتحايل والأهم هو ألا يقدم عواطف الانتماء على حساب الحقائق ، وأقول الحقائق مع أنني أجزم يقينا بأن الخطاب الإعلامي في مفاهيم البعض بات خطاباً ظالماً سطوره تكتب ولكن بأنامل تحركها العاطفة ، والعاطفة عندما تحضر يغيب الحق في طياتها. لست في موقع يؤهلني لمقاضاة كل من امتهن أسلوب التهكم والاتهام والتحريض ، لكنني من باب الحرص على رقي الكلمة الإعلامية لا يفوتني مناشدة هؤلاء بضرورة التعاطي بميزان عادل لا يتهم ولا يتهكم ولا ينحاز بقدر ما يرسخ الواقع كما هو لا كما تريده عواطفنا. تعرض الأهلي وتحديدا لهجوم إعلامي منظم اعتمد ليكون لعبة تأثير ولعبة تشويه ولم يستند على منطق رؤية صائبة ، ذلك أنه لو كان للرؤية الصائبة موقعاً من الإعراب في منهج هؤلاء الأحبة لما تركوا سطورهم وبرامجهم تمر دونما يكون لسفير الوطن نصيبا فيها نظرا لتميزه الفني ، هذا التميز الذي قدمه ليكون عربونا لروعته وجماليته وكرته الاحترافية الأنيقة. يا هؤلاء اتركوا لعبة التضليل وانصفوا كيانا عملاقاً يسير بثبات الكبار ، يبدع بنجومه ويتألق بفكره وتنصفه دائما لغة المدرجات قبل أن تنصفه النتائج والمستويات .. وسلامتكم.