قرَّر المجلس الوطني السوري المعارض، أمس، عدم المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» الهادف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مهدداً بالانسحاب من الائتلاف الوطني في حال قرر الأخير المشاركة، حسبما أكد رئيس المجلس جورج صبرا. وقال صبرا إن «المجلس وهو أكبر كتلة سياسية في الائتلاف، أعلن قراره الصارم من قِبل أعلى هيئة قيادية فيه، أنه لن يذهب إلى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية (في سوريا)». وتابع رئيس المجلس «إذا قرر الائتلاف أن يذهب نحن لن نذهب». وأشار إلى أن المجلس «لن يبقى في الائتلاف إذا قرر الائتلاف أن يذهب إلى جنيف»، لافتاً إلى المعاناة التي يتكبدها الشعب السوري. وكان رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا، أكد استعداد الائتلاف لإرسال ممثلين عنه إلى مؤتمر «جنيف 2» خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نهاية سبتمبر. ولفت رئيس المجلس إلى أن «أهل المعضمية (أحد معاقل المعارضة المسلحة غرب العاصمة) يموتون جوعاً، غوطة دمشق (منطقة في ريف دمشق) تحاصَر حتى بعدم إدخال رغيف الخبز». وتساءل صبرا «هل هذه الظروف ممكن أن تؤدي إلى مشروع سياسي يفتح أفقاً لتغيير وانتقال ديمقراطي في سوريا؟»، مشيراً إلى أنه «لا أحد يمكن أن يتخيل ذلك». وتسعى روسيا والولايات المتحدة إلى عقد مؤتمر جنيف 2 في نوفمبر، من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة. وأكد صبرا أن رحيل بشار الأسد هو الشرط للبدء في أي مفاوضات «لأن بقاءه يوماً آخر في سدة الحكم في سوريا هو (يشجع على) الإرهاب والتطرف في سوريا والمنطقة أيضاً». واتهم صبرا المجتمع الدولي بالتمسك «بأداة الجريمة التي هي السلاح الكيماوي وترك المجرم يفلت من العقاب». وأوضح صبرا أن الأمانة العامة للمجلس قررت عدم مشاركة المجلس نظراً لكون «المناخات الموجودة على الأرض في سوريا وفي الوضع الإقليمي والدولي لا تعطي أي انطباعات بأن مؤتمر جنيف يمكن أن يقدم للسوريين شيئاً». وأضاف «لن نذهب إلى مؤتمر لا يكون السوريون في قلب أهدافه، نحن لن نشارك في مؤتمر يهدف إلى تغطية عجز السياسات الدولية أو ستر العورات السياسية الروسية وغيرها».