كد الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أن السعودية وقفت مع مصر "وقفة الرجال" بعد ثورة 30 حزيران/يونيو. وغادر منصور القاهرة في وقت سابق اليوم الاثنين متوجها إلى السعودية ، في مستهل أولى جولاتها الخارجية. وقال في مقابلة مطولة مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرت الجزء الثاني منها اليوم:"لابد من زيارة المملكة لأقدم الشكر لخادم الحرمين شخصيا على مواقفه التي أثلجت كل صدور المصريين".وأضاف أنه سيبحث أيضا مع الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز تفعيل الشراكة والتعاون الاقتصادي بين البلدين وتنشيط عمل اللجان العليا المشتركة". واعترف منصور بأن العلاقات المصرية – السعودية "قد أضيرت خلال العام الماضي ، شأنها في ذلك شأن العديد من الملفات الداخلية والخارجية المصرية خلال فترة الرئيس السابق". وعما إذا كان الدعم السعودي لمصر مشروط بأي أمور ، قال :"لم يرتبط الدعم السعودي أو أي دعم آخر تلقته مصر بأي اشتراطات أو مطالب تمس بالسيادة المصرية". وأوضح :"الشعب المصري قام بثورتين خلال 30 شهرا .. الكرامة الوطنية واستقلالية القرار كانتا من أهم دوافع الثورتين .. وبالتالي فإن من يتوهم أن سيادة القرار المصري يمكن أن تحجم بعوامل خارجية .. فعليه أن يراجع قراءته .. ثانيا ، فإن مصر وغالبية دول الخليج العربي ترتبطان بشبكة واسعة من المصالح الاستراتيجية .. والتنسيق بين مصر وهذه الدول لا يخدم فقط الشعب المصري والشعوب الخليجية ، بل يخدم أيضا القضايا العربية والإسلامية .. والخلاصة أن الدول الخليجية لم تضع أي شروط لمساعداتها". وأضاف :"مصر لم تكن لتقبل بأي حال من الأحوال بأي مشروطية ، وهو ما قد يدلل عليه موقفنا الأخير من بعض الودائع العربية".وعن تفسيره لاختلاف الرؤى ما بين مصر والسعودية فيما يتعلق بالأزمة السورية ، قال :"نتشاور مع حلفائنا في المنطقة والأصدقاء .. نستمع إليهم ويستمعون إلينا .. ونسعى إلى إقناعهم إذا ما رصدنا تباينا ، مثلما يسعون هم أيضا إلى إقناعنا .. إلا أن كل طرف في النهاية يتخذ قراره النهائي استنادا إلى مجموعة من الاعتبارات الوطنية والإقليمية والدولية ، على النحو الذي يحقق مصالحه العليا متقبلا اختلاف الرؤى". وأضاف :"مطالب الشعب السوري في الحصول على الديمقراطية هي مطالب مشروعة ، إلا أنه من الأهمية بمكان ألا ننزلق وراء دعوات حق يراد بها باطل ، فكما عانت الشعوب العربية من أخطاء ارتكبها حكامها في حقهم ، عانت أيضا من تدخلات دولية اختلقت مبررات لذلك التدخل". وعن النظرة المصرية لإيران عقب انتخاب الرئيس حسن روحاني ، قال :"مواقف السياسة الخارجية المصرية لا ترتبط بالأشخاص وإنما بالمصالح والتوجهات التي تتبناها الدول المختلفة .. وبالتالي فإنني أعتقد أنه من المبكر أن نحكم على تطور العلاقات المصرية – الإيرانية استنادا إلى وصول رئيس جديد في البلاد هناك". وأضاف :"هناك قضايا عديدة معلقة يتعين أن تبادر إيران إلى اتخاذ مواقف محددة بشأنها على النحو الذي يراعي الأمن القومي المصري والأمن القومي العربي الذي هو جزء لا يتجرأ منه".وقال :"نراقب عن كثب المواقف الإيرانية إزاء مصر .. ونراقب أيضا مواقف الأطراف الدولية والإقليمية إزاءها.. وثمة مؤشرات إيجابية بدرت من القيادة الإيرانية الجديدة تجاه دول الخليج جرى رصدها .. ونحن في مصر منفتحون على كل من يحترم الإرادة الشعبية المصرية ومستعدون للدخول في حوار مع إيران ومع غيرها، إذا ما احترمت الإرادة الشعبية المصرية وخلصت النوايا لإصلاح ما يعكر صفو العلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والإيراني". وعن تفسيره لموقف الدوحة وأنقرة من مصر خلال الأشهر القليلة الماضية ، قال :"على القيادتين القطرية والتركية تفسير المواقف التي تتبنياها ، وليس لي أن أقدم لها تفسيرا. وهذا التفسير أو التبرير يتعين أن يقدم بالأساس للشعب المصري والشعبين القطري والتركي الشقيقين". القاهرة | د ب أ