أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد في خطبة الجمعة أمس أن القسوة والظلم أصبحا سمتين ظاهرتين من سمات الحياة المعاصرة. وأن المعضلة الحقيقية عند كثير من أصحاب السياسة أن يضبطوا تعاملاتهم بأطر أخلاقية وضوابط إنسانية. مشيراً إلى أن الإسلام تعامل مع جميع الأحداث التي واجهته عبر التاريخ بطريقة فذة وسيرة حسنة أخرجت كنوزاً هائلة من فنون التعامل وآداب العلاقات اعترف بها العدو قبل الصديق، حتى في أمور الحرب والسياسة والتعامل مع الظالمين والمخربين والفاسقين ومع النساء والولدان وسائر المدنيين. موضحاً أن الإسلام ليس مرحباً بالحرب بل إنه يدفع ذلك ما استطاع وأن الدعوة للحرب ذكرت في القرآن الكريم ست مرات فيما ذكر لفظ السلام 140 مرة. وأبان ابن حميد بخصوص مصطلح القوة الناعمة الشائع في هذه الآونة أن الحرب في الإسلام وآدابها وأحكامها هي القوة الناعمة وفي إحصاء سريع في أيام النبوة لمدة الحروب فقد تبين أنها خمس سنوات من 23 سنة قتل فيها ما مجموعه 1048 ليس فيهم مدني واحد. وإذا قارنا ذلك مع الحربين العالميتين فإننا نجد عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى 17 مليوناً وفي الحرب العالمية الثانية 60 مليوناً ما بين عسكري ومدني والمجموع 77 مليوناً وذلك في حربين فقط أما ما بعد ذلك فلا يحصيه أحد. أما في المدينةالمنورة فقد حذر إمام وخطيب المسجد النبوي حسين آل الشيخ الأمة الإسلامية من أفعال تؤدي إلى مفاسد لا تحصى وشرور لا تنتهي من سفك الدماء وهتك الأعراض وإفساد المقدرات وخلخلة الصف وزوال هيبة مجتمع المسلمين فالأعداء يتفرجون فرحين مستبشرين وهذا بغيتهم وهدفهم ومقصدهم. مشيراً إلى أن من أصول وثوابت الإيمان تحقيق الأخوة الإيمانية بين المسلمين ونشر المودة في مجتمعاتهم. وأكد أن من أعظم أسباب الفتن التي يجب الحذر منها والبعد عنها السعي في التكفير لعامة المسلمين دون برهان رباني ولا سلطان نبوي إنما من جراء عاطفة دينية لا تحمل دليلاً شرعياً فما حلت النكبات في المسلمين عبر التاريخ إلا بمثل تلك المسالك والمناهج العوجاء. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله».