يدفعنا إصرار ما يُعرَف ب «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على الدخول في مواجهات مسلحة مع كتائب معارضة لبشار الأسد تارة ووحدات حماية الأكراد تارة أخرى إلى؛ طرح سؤال حول حقيقة ما إذا كانت هذه المجموعة المرتبطة بتنظيم القاعدة مخترَقة من قِبَل النظام السوري، أم لا؟ دافع السؤال هو أن كل ما تقوم به «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أو «داعش» اختصاراً، من تصرفات تنال سخط السوريين يصبُّ في خدمة بشار الأسد في المقام الأول، فهي تستنزف جهود الكتائب المعارضة الموالية للجيش الحر في معارك فرعية تكبِّدها بطبيعة الحال خسائر بشرية ومادية، كما أنها تساهم في تخويف دول الجوار من نجاح الثورة السورية خشية أن تفضي إلى وجودٍ دائم للقاعدة على حدودها، وهي مسألة لن يقبلها المجتمع الدولي. ما يجري يدفعنا أيضاً إلى التساؤل: هل «الدولة الإسلامية» صنيعة شارك فيها النظام وجهات أخرى لاستخدامها كفزاعة يخيف بها الداخل والخارج وبالتالي تثبيت موقع الأسد؟ أم أنها مخترَقة من جانب النظام بمعنى أن أجهزته المخابراتية زرَعت عناصر تابعة لها داخلها لتنفذ أهدافها؟ تبدو الإجابة على هذه التساؤلات المشروعة صعبة الآن، لكن الأكيد أن الصراع في سوريا سيشهد لحظة مواجهة حاسمة بين مكونات الثورة والمجموعات المرتبطة بالقاعدة لتعارض مشروع هذه العناصر مع المشروع الثوري الوطني، وبالتالي لا مفر من المواجهة، وحينها سيتبيَّن مَن دفع بهذه المجموعات إلى المشهد؛ لتقاتل الكتائب الثورية ولتخدم أجندة النظام. بَقِيَ أن نؤكد أن البيئة السورية تثبت حتى الآن أنها عصيَّة على هذا الفكر، والدليل سخط السكان المحليين في المدن المحررة من أعمال «داعش» وتخوفهم من تمددها، وهو ما يدفعهم إلى مقاومتها بكل السبل.