أوضح عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، الدكتور فواز اللعبون، أن للإيقاع جماليات صوتية ودلالية تضيف إلى البنية الفنية للنص. وقال اللعبون، خلال استضافته بنادي الأحساء الأدبي، في محاضرة بعنوان «رحلة الإيقاع من القديم إلى الحديث»: إن أثر الإيقاع في النفوس منذ القدم وإلى اليوم، وأنه يموه ويدلس حين يكون النص رديئاً أو تكون الأغنية واهية الكلمات، يتضح ذلك في جماليات إيقاع نصوص أو أغان أجنبية عند بعض الناس، دون أن يفقهوا كلماتها، وإنما يغريهم فيها إيقاع معيَّن، مضيفاً أن آخرين يحفظون نصوصاً شعرية لا لجمالها الفني، ولكن لبنيتها الإيقاعية المميزة. وبيَّن أن الإيقاع بتاريخه الشعري،هو ذو أفضلية، يضيف إلى النص جماليات أخرى، تكون بمنزلة الروح في الجسد، مشيراً إلى أن الإيقاع يمارس عملية «تدليس كبرى» برضا تام من المتلقي، إلى حد يجعله يزدري النص نثراً، ويقبل عليه شعراً. وتابع قائلاً: ما من نص نثري يُقرأ من مرة أو يُسمع إلا لدواع محدودة، غير أن النص الشعري أو المقطع المنشد أو المغنى، هو قابل للإعادة عدة مرات، بسبب أن رشاقة الإيقاع وإغراءه تسوغ لهذا الإقبال. وكان اللعبون، قد بدأ المحاضرة، التي أدارها عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل بالأحساء، الدكتور عبدالله الدوغان، بالإشارة إلى أن التنغيم والترديد من دوافع ظهور الشعر، وكان يصاحب الجاهلي في أسفاره وخلواته وهو على دابته، موضحاً أن الناقة تطل بوصفها الأداة الأكثر بروزاً في صنع النغم، مبيناً أن رجز الحداء من أجلى الظواهر الصوتية التي ينفِّس فيها الحادي عن كربه ووحشته، ولوحظ في تأثير الترجيع على سير الإبل قديماً وحديثاً. وتطرق إلى أشكال الشعر مثل القصيدة العمودية التناظرية، وقصيدة التفعيلة، لافتاً إلى أن هذين الشكلين هما المعترف بهما في أكثر الدراسات النقدية الجادة التي تتناول الشعر العربي الحديث.