من جهتها، أشارت أشجان هندي في ورقتها إلى الأساليب الجديدة في كتابة القصيدة، وقالت إن الشاعر المعاصر لم يعد يتقمص دور الزعيم الذي يتحلق حوله الناس ليتلقوا الحكمة ذاك ان التغيرات في الثقافة الإنسانية التي انتقلت من طور الإلقاء الشفاهي إلى الكتابة قد حولت متلقي القصيدة من سامع إلى قارئ وحولت الشعر من جو الاستماع إلى أن يكون مرئياً ومكتوباً وأضافت لقد حاول بعض الشعراء منذ القدم تحرير الشعر من الأعراف والتقاليد الشعرية الموروثة حيث بدأت هذه المحاولات عند شعراء من بشار بن برد وأبي نواس وأبي تمام الذي قام بقلب المفاهيم التي كانت تربط المفردات بالمعاني ملغياً بذلك الصور الشفاهية المعهودة، مشيرة إلى أن هذه هي المحاولات في تحرير القصيدة من جو الاستماع إلى جو القراءة قادت بعض الشعراء والشاعرات المعاصرات في شبه الجزيرة العربية إلى ابتداع تجاربهم الخاصة في كتابة القصيدة حيث ركزوا على العناية بإيصال شعرهم للمتلقي مكتوباً أكثر منه مسموعاً. واستعرض محمد الصفراني أنماط التجديد في الشعر العربي، موضحاً أن موضوع الدراسة هو تجويد الشعر العربي الحديث والمشكل الرئيس الذي دفعني إلى بحث هذا الموضوع هو اهتمام الشعر العربي الحديث بالتشكيل البصري من غير إشارة إلى علاقته بعلم التجويد في القرآن الكريم وسمات الأداء الشفهي الصوتية والصمتية والحركية المصاحبة لعملية إلقاء الشعر التي تغيب عند كتابة الشعر على الورق ويستعيض عنها الشعراء بالتشكيل البصري، متسائلاً كيف يجسد التشكيل البصري سمة صوتية أو صمتية من سمات الأداء الشفهي من خلال تجويد الشعر وكيف يجسد الشاعر سمة من سمات الأداء الشفهي الحركية عند كتابة نصه الشعري على الورق؟ وبحث مراد مبروك عن جماليات الهندسة الإيقاعية في النص الشعري، مشيراً إلى أن معالجة الهندسة الصوتية الإيقاعية في النص الشعري من خلال التحول الذي طرأ على القصيدة العربية بادية من مسيرتها الكلاسيكية ونهاية بالشكل الحر لها مستشهداً بنصين شعريين احدهما يمثل الهندسة الإيقاعية للنص الكلاسيكي والآخر يمثل الهندسة الإيقاعية للنص الحر في القصيدة المعاصرة، وأحال مبروك ذلك إلى محورين هما الهندسة الإيقاعية المقطعية للنص الشعري وأثرها في تشكيل جماليات النص، والهندسة الإيقاعية الحركية والتشكيل الدلالي ومعادلتها علمياً ومعيارياً من خلال طبيعة التحليل الصوتي للهندسة الإيقاعية.