أكدت مملكة البحرين أن مبادرة السلام العربية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وأقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002 وما زال الجميع متمسك بها فرصة مهمة وثمينة من أجل إرساء السلام وبناء مستقبل زاهر وآمن للفلسطينيين والإسرائيليين وأساساً متيناً للتعايش والتعاون وحسن الجوار بين الدول العربية وإسرائيل. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أمس أمام اجتماعات الدورة ال 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وأبرز فيها ضرورة الوصول إلى حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية ليكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني . وأكد أن مملكة البحرين حريصة على التفاعل والحوار مع أبناء شعبها والتجاوب مع تطلعاتهم بكل شفافية والتزام . وأوضح أن البحرين واصلت نهجها الثابت في إرساء دعائم الدولة الوطنية الحديثة المستقلة ذات السيادة والقائمة على أهداف الاستدامة والتنافسية والعدالة والإصلاحات الدستورية والتشريعية التي شملت جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحقوق الإنسان. وقال "إن مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعيش مرحلة من أزهى عصورها في بناء المجتمع القائم على التنمية والعدالة بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مما جعلها في مقدمة الدول حسب معايير التنمية البشرية، وذلك وفقاً للتقارير المتعاقبة عاما بعد عام التي يصدرها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي". وأكد وزير الخارجية البحريني أن منظومة مجلس التعاون تعمل معاً من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن المشترك في إطار من التنسيق والتعاون والتكامل وصولا للاتحاد المنشود . ولفت النظر إلى أن هدف البحرين الرئيس هو تجنيب البشرية الحروب والنزاعات والكوارث، ولذلك فهي تدعو لجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل وبخاصة السلاح النووي وتطبيق معايير وضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخاصة السلامة النووية، مبيِّناً أن البحرين تؤيد جهود مجموعة 5 + 1 مع إيران في التوصل إلى حل سريع لملف البرنامج النووي الإيراني وفقا لأحكام معاهدة عدم الانتشار النووي . وأشار الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إلى أن من التحديات التي تواجه المنطقة هي ضرورة وقف تدخل إيران في شؤون دول المنطقة وإنهاء احتلالها للجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة " طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى " . ودعا وزير الخارجية البحريني إلى إدراج المنظمات الإرهابية كحزب الله اللبناني أسوة بغيره من الأحزاب المماثلة على قائمة الإرهاب الدولية لما تمارسه من إرهاب وإجرام وترويع للآمنين ونشر للفوضى وعدم الاستقرار، مجددا التأكيد على نبذ الإرهاب والتطرف والعنف بكافة أشكاله وصوره مهما كانت دوافعه ومبرراته وأياً كان مصدره وإدانة الأعمال الإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي . وفيما يتعلق بالشأن المصري، جدد وزير خارجية البحرين وقوف بلاده مع مصر في جهودها لتحقيق أمنها واستقرارها. وفي الشأن السوري، طالب وزير الخارجية البحريني الأممالمتحدة والمجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياتهم لاتخاذ الإجراءات الرادعة لوقف ما يتعرض له الشعب السوري من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ووضع حد لجرائم الإبادة بمختلف الأسلحة الفتاكة التي وصل ضحاياها إلى أكثر من مئة ألف قتيل ومئات الآلاف من المصابين وملايين ما بين لاجئ ومشرد ونازح، مؤكداً حرص دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على استقرار الأوضاع في سوريا انطلاقاً من الاعتراف بحق الشعب السوري الشقيق في اختيار نظامه السياسي، ومرحبا بقرار مجلس الأمن الأخير الذي يجعل من الضروري دعوة كافة الأطراف المعنية إلى اتخاذ خطوات جادة وملموسة تكفل معالجة الأزمة السورية وتداعياتها، لتنفيذ الفقرتين 16 و17 من ذلك القرار. نيويورك | واس