أكد معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية بمملكة البحرين أن بلاده واجهت منذ العام الماضي تحديات كبيرة لأمنها واستقرارها ، إلا أنها تعاملت معها بكل شفافية والتزام وأمانة ، وذلك بإعادة الأمن والاستقرار ، ومن ثم إنشاء اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق لتبيان الحقيقة وإعطاء كل ذي حق حقه، وحواراً شاملا بين أطياف المجتمع . وتطرق وزير الخارجية البحريني في كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها أل 67 في نيويورك إلى مبادرة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين باقتراح إنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان تضع أسس البيئة المناسبة لحماية حقوق الإنسان ومنع انتهاكاتها في العالم العربي ، لافتًا في هذا الصدد إلى موافقة مجلس جامعة الدول العربية على هذه المبادرة وأنه جار العمل من أجل وضع الأسس القانونية لقيامها، على أمل أن تصبح واقعاً ملموساً في القريب العاجل . وحول التحديات التي تواجهها المنطقة فقد أوضح معالي وزير الخارجية البحريني أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد أدركت أهمية التحرك إلى مزيد من الترابط ، وذلك بتبني طرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالسعي للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد ، من أجل التصدي لتلك التهديدات والتحديات ، وبناء القدرات الذاتية اللازمة لبلوغ مجتمع خليجي موحد قائم على رؤية مستقبلية مشتركة تواكب الحركة المتسارعة في العالم . وحول العلاقات بين دول الخليج العربي وإيران فقد أوضح الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أنه في الوقت الذي تمد دول مجلس التعاون يدها إلى إيران ، إلا أنها وللأسف الشديد، قلما تجد تجاوباً يساعد على بناء الثقة وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار ، بل وعلى العكس من ذلك ، تواجه تدخلات مستمرة في شؤونها الداخلية . وجدد تأكيد بلاده على ضرورة حل قضية الجزر الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة الشقيقة ( طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ) المحتلة من قبل إيران وذلك من خلال المفاوضات المباشرة أو إحالتها إلى محكمة العدل الدولية . ودعا إلى المزيد من الاهتمام بالأزمة السورية والنظر إلى التطورات الكارثية والمتسارعة فيها مطالباً المجتمع الدولي ، ممثلاً في الأممالمتحدة وأجهزتها المعنية بصون السلم والأمن ، وبتوحيد المواقف من أجل وقف المعاناة الإنسانية للشعب السوري ، وإيجاد حل سياسي للأزمة يضع حداً للعنف وإراقة الدماء ، ويحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها ، ويقي المنطقة تداعيات خطيرة محدقة بها لن تقف عند حدود سوريا . وحيال دعم قضية العرب الأولى فلسطين فقد قال وزير الخارجية البحريني " فلسطين ومعاناة شعبها الشقيق ما زالت قضيتنا الرئيسية كدول عربية وكمجتمع دولي ، وترى مملكة البحرين إنه من الضروري العمل الجاد من أجل الوصول إلى حل عادل ودائم وشامل ، وذلك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية ، وفقاً لقرارات الأممالمتحدة، ومبادرة السلام العربية، وقرارات اللجنة الرباعية الدولية" . وعبّر عن القلق البالغ إزاء ما تتعرض له الأماكن المقدسة في القدس الشريف من انتهاك لحرماتها وتغيير لهويتها . // يتبع //