(رَافِقْ كُلَّ مَنْ أَرَادَ الخُرُوجَ مِنْ حَيَاتِكْ إِلَى البَابْ، وَوَدِّعْهُ بِابْتِسَامَةْ، وَتَأَكَّدْ مِنْ أَنَّكَ أَغْلَقْتَ البَابَ جَيِّداً) عبارة جميلة تحتاج لإرادة ليست عادية لأنك بهذا القرار تدرك بأنك تعلمت الدرس وبأن الشخص الذي فرط فيك لم يعرف قيمتك أصلاً (وإن كان سيعرفها بعد حين). كثير منا مر بتجربة مماثلة لكن البعض يخرج منها مهزوماً بالنتائج السلبية التي قرر أن يحتفظ بها لنفسه كإحساس الضحية. وآخرون صمموا على المضي لكن قبل أن يفعلوا ذلك طبقوا مفهوم عبارة رائعة أخرى تقول (لاتخيطوا جراحكم قبل تنظيفها). لأنك حينما تقرر أن حياتك تستحق أن تستمر لابد أولاً أن تتخلص من الأحمال السلبية للتجربة وإلا سمّمت ما تبقى من مشوارك وتحولت لما يشبه (الدمَّل الصغير) لا يكاد يبين لكنه يؤلم ويفقد الرحلة متعتها. هذه الحياكة للجروح هي فن الصادقين مع أنفسهم، الذين يعلمون بأن هذا الحوار الداخلي الهادئ بعد انتهاء التجربة مهم لتطهير الروح لكنه لا يجب أن يمنع الإنسان من لحظة يمارس فيها ضعفه، ويتخلص من شحنات الحزن حتى لو كانت بالبكاء. وسيعقب ذلك فرصة رائعة للبحث عن إجابات على كثير من التساؤلات لتفهم طبيعة الإخفاق وأسبابه، التي ربما من الأفضل لو شاركه بها صديق أوشخص مقرب. الأهم هو أن لا نسمح لموقف خذلنا أن يشوه كل أمر آخر في الحياة.