النقد هدية.. فأعرف كيف تقدمها.. (رحم الله من أهدى إلي عيوبي). لكي يكون النقد مقبولا ومرحبا به بل ويقابل بالشكر.. فإن عليك أن تكون محقا فيما تقوله وتصيغه بأسلوب عذب وتتجنب نقد الذات حتى يتقبل الآخر نقدك بابتسامة وشكر. لا تكن لقاطا للعثرات.. خير لك أن تنتقد الآخر في موضع يستوجب النقد ولا تجمع وتحص له زلاته وعثراته، راع الموقع والمكانة.. هناك حكمة تقول (لكل مقام مقال) وهي رائعة فإذا كنت تنقد شخصا ما فراع مكانته ومقامه، تدرج في النقد.. من تكفيه الكلمة لا تعمقه بالتأنيب، وما يمكن إيصاله بالعبارة لا تطوله بالنقد العريض، فكل شخص يختلف عن الآخر. لا تفتح الدفاتر القديمة.. انقد الجديد ودع القديم، ولا تنكأ الجراح، حاسب على الظواهر.. قبل أن تسترسل في نقدك، احترم نوايا المنقود (فقد يكون له عذر وأنت تلوم). لتكن رسالتك النقدية واضحة.. لا تجامل على حساب الخطأ، فالعتاب الخجول الذي يتكلم بابن عم الكلام ليس مجديا دائما، وقد لا ينفع في إيصال رسالتك الناقدة. وتعلم أن تكون صريحا في قول الحق، اعط الآخر فرصة للدفاع عن نفسه.. حتى لو كونت صورة سلبية عن شخص ما فلا تحكم عليه مباشرة بل استمع إليه أولا واعطه فرصة ليقول ما في نفسه وليدافع عن موقفه. كن إيجابيا ولا تكل بمكيالين.. لا تنقد الآخر بطريقة تحطمه فيها بل انقده بحيث ترفع من معنوياته واذكر له شيئا من حسناته وأكد له أنك متأكد من أنه شخص رائع ويمكنه أن يكون أفضل، استفد من تجربتك في النقد. لكل منا تجاربه في نقد الآخرين أو نقد الآخرين له، وربما أفادتك حصيلة تجاربك في أن تبتعد عن الأساليب التي جرحتك فإذا كنت قد اكتويت بالنار فلا تكوي بها غيرك. في النهاية تذكر أننا لسنا في حلبة صراع بل نسعى لتكملة بعضنا بعضا والرقي بأنفسنا وبالآخرين من حولنا. عبد اللطيف إبراهيم العنزي (حائل)