أكد الأمين العام للمركز العربي للإعلام السياحي خالد بن عبدالرحمن آل دغيم أن السياحة الداخلية يلزمها التخطيط للإجازات القصيرة بعد أن وصل إنفاق السائح السعودي إلى نحو 61 مليار ريال العام الماضي. وأضاف في حوار مع «الشرق» أن المركز يسعى لنشر مفهوم الإعلام السياحي بشكل يواكب المتغيرات، منتقداً مستوى التسويق السياحي في المملكة. * ماهو تقييمك لحجم السياحة في السعودية ؟ - سوق السياحة السعودي حجمه كبير ويتنامى سواء السياحة الداخلية أو الخارجية، والفترة المقبلة يلزمها تخطيط متوازن يلبي احتياجات رواد السياحة على اختلاف شرائحهم وفئاتهم حيث يظهر الطلب المتزايد على الإجازات القصيرة التي تبدأ من 3 أيام إلى 10 أيام أو أكثر مع إجازة الصيف . * ما الأهداف التي يسعى المركز لتحقيقها وما دور الجهات الرسمية في هذا المجال؟ - أول الأهداف التي يسعى المركز لتحقيقها تتمثل في تعزيز مفهوم الإعلام السياحي ومجالاته ونشر ثقافة التخطيط إلى جانب خفض نسبة الإنفاق على السياحة الخارجية، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الإنفاق على السياحة الخارجية تتجاوز 60% والمحلية حوالي 40% ونسعى لقلب هذه النسبة من خلال برامج تسويق قوية داخل الوطن، حيث إن ضعف عملية التسويق تؤثر سلباً على معرفة المواطن لوطنه وموارده الكبيرة وعلى الجهات الرسمية تذليل العقبات أمام المستثمرين الجدد في السياحة وتوفير مناخ جاذب لجميع سكان المملكة والمقيمين. * كيف تنظر لمستقبل الإعلام السياحي في المنطقة وما الكلمة التي توجهها للمهتمين بالسياحة؟ خالد آل دغيم نسعى من خلال الإعلام لنشر الوعي السياحي في المجتمع من خلال تكثيف البرامج الإعلامية الخاصة بالمعالم السياحية للوطن وتخصيص مساحات صحفية وإذاعية خاصة بالتربية السياحية الوطنية ورفع الوعي السياحي من خلال المناهج المدرسية وتجاوز مرحلة التغطيات الموسمية للمهرجانات أو المناسبات إلى إعلام متخصص مستمر له وسائله. * ما حجم الإنفاق على السياحة الخارجية نسبة للداخلية وما أثر ذلك من وجهة نظرك على الاقتصاد الوطني؟ - تشير الإحصائيات إلى أن هناك أكثر من 1.8 مليون رحلة مغادرة سنويا تحمل قرابة 12 مليون سائح، والسعودية احتلت المرتبة الأولى في الإنفاق السياحي العالمي حيث تجاوز الصرف 61 مليار ريال خلال 2012 وظهر اهتمام الوجهات الدولية بالسائح السعودي لجذبه وذلك لارتفاع هذا الصرف، حيث تكلفة الرحلة الواحدة يتجاوز 7000 دولار وأن السائح السعودي يعتمد على التخطيط الفردي المباشر بعكس النمط الدولي المعروف بالجروبات، الذي يقوم على الشراكة الجماعية التي توفر 40-50%، كما أن التأخر في التخطيط للسفر وعامل الوقت هام جداً حيث يؤثر ويزيد فاتورة التكلفة كما أن التسوق يزيد ويضاعف نفقة السائح في رحلته خارج الوطن. * ما العوائق أمام زيادة حجم السياحة الدخلية؟ - إن تكلفة الإجازة تعد أكبر عوائق السياحة الداخلية، وبمقارنة مشروع خارجي ومشروع داخلي يقدم نفس الخدمة يظهر الفرق الشاسع، حيث إن المشروع الخارجي يبني أرباحه على المدى البعيد ويستمر للحفاظ على مرتاديه في سبيل الربح المستمر من خلال منتجات أقل كلفة. * وما الحلول المطروحة لتجاوزها؟ - من خلال بناء المشاريع المتكاملة الخدمات والقرى التراثية وتفعيل خطة التنمية التاسعة لدى وزارة التخطيط والاقتصاد الوطني التي تهدف إلى خلق 462 ألف وظيفة في قطاع السياحة وزيادة فرص التدريب على العمل السياحي إلى نحو 245 ألف فرصة تدريبية سياحية. * هل أثرت الأحداث السياسية والاقتصادية المحيطة على الوجهة السياحية للسائح السعودي؟ - منذ عام 2009 اندفع السائح السعودي للبحث عن وجهات جديدة أكثر أمنا، وظلت بوصلة ماراثونات العروض السياحية مستمرة لإقناعه بالذهاب للخارج، وظل بلدنا مصدرا للسياحة سنويا من خلال رؤوس الأموال والبشر إلى أكثر من 45 دولة، ورحلات المواطنين السعوديين الموسمية ستستمر باتجاه الدول التي تطور السياحة لجذب السائح وتوفير أرقى الخدمات وبالأسعار التي تناسب جميع الفئات والأسر، مالم يتم توفير الدعم الحكومي للاستثمارات الأساسية والمشاريع المميزة وتنفيذ البنية التحتية التي لا يمكن أن يقوم بها إلا الدولة، وتوجيه المستثمرين نحو القطاع السياحي، ويأتي بعد ذلك دور القطاع الخاص الذي يساهم لاحقا في تطوير المشاريع السياحية المتنوعة .