كشف مدير مركز سمارت ليرن للدراسات الاقتصادية والسياحية خالد آل دغيم، عن تراجع السياحة الخارجية بنسبة 40% ،حتى على مستوى سياحة الأعمال ، لافتا إلى أن الشركات العالمية بدأت في التوجه إلى السوق السعودي بحثاً عن الأمان. واعتبر أن هذا التراجع يؤدي إلى نمو السياحة الداخلية ويوفر ملايين الريالات. وانتقد غياب الإعلام الذي لم يواكب هذا التحول في هذا النشاط والاتجاه العالمي إلى تقليل ساعات العمل وتوفير إجازات أكثر إلى جانب رغبة أكثر العاملين إلى تنظيم أوقات إجازتهم مع مناسبات معينة أو منطقة محدودة، مشيرا إلى أن الإعلام يقع عليه توجيه الأفراد للتخطيط المبكر لإجازة سياحية ممتعة حتى لو كانت قصيرة. ورأى آل دغيم أن الإمكانيات السياحية لن تكون ذات جدوى اقتصادية ما لم يكن هناك إعلام سياحي متخصص له وسائله المختلفة ليتبنى اتجاهات مؤثرة في المجتمع المحلي ويدفع بالسياحة لتكون ذات أثر اقتصادي من خلال دورة متكاملة يلمسها الجميع. ودعا إلى بلورة حملة إعلامية محددة الهدف لتخفيف الضغط على السياحة الخارجية والتصدي لهجرة رؤوس الأموال والبشر التي تهاجر سنوياً إلى البلدان المجاورة واستغلال التراجع في السياحة الخارجية بسبب الاضطرابات المحيطة بنا لإبراز المنجزات الحضارية و التوازن الاجتماعي والأمني الذي تنعم به بلادنا، مشيرا إلى أن بعض الأسر لا تعرف من بلادنا إلا قرية أو مدينة حيث يغيب الجذب وعوامل التشويق عنها ، منتقدا غياب الإعلام خصوصاً في فترة الإجازات القصيرة. وأوضح آل دغيم بأن تكلفة الإجازة من أبرز عوائق السياحة، معربا عن أسفه أن قوائم التكلفة المعمول بها حالياً لا تزال من أيام الطفرة الاقتصادية والتي أعدت حسب مستوى دخل الأفراد في حينه وهي لا تتناسب مع الظروف الاقتصادية الحالية وهي ما تؤخر النمو السياحي . ولفت إلى مقاربة بين التكلفة في مشروع خارج الوطن ومشروع وطني يقدم نفس الخدمة سنجد الفرق شاسعا لأن المشروع الخارجي يبني أرباحه على المدى البعيد ويسعى للحفاظ على زبائنه في سبيل الربح المستمر، بينما المشروع الوطني يسرف في مظاهر الإنشاءات ما يرفع أسعار الخدمات التي يقدمها وبالتالي يحول دون تحقيق الأهداف . وقال آل دغيم إن الإحصائيات تشير إلى أن نسبة إشغال قطاع الإيواء بلغت 100% في فترة ما بعد الصيف وحتى الآن في أكثر مدن المملكة الرئيسة، إلى جانب إعلان الهيئة العامة للسياحة والآثار عن 8500 وظيفة يتم توطينها في مسارات مهنية مختلفة ، وهو أمر يبشر بالخير ويجعل تدوير رأس المال مضمونا ومرضيا. ورأى أن إجازة منتصف العام من نصيب الأسواق والمولات الكبرى والمدن الترفيهية ، مفيدا أنها لم تحظ بحملات إعلامية أو ترويج منظم من المستثمرين في السياحة وهو ما يعتبر خللا في التخطيط.