شدد المستشار التربوي في وزارة التربية والتعليم، عبدالرحمن المشيقح، على ضرورة مواكبة أنظمة التعليم تحديات المستقبل، داعياً إلى الاهتمام بالطالب والمعلم في آن واحد، والنظر إلى احتياجاتهم وتجنيب الشباب كل الصدمات والمفاجآت المستقبلية التي تنشأ نتيجة عدم المواءمة والاستعداد لدخولهم لُجَّة المستقبل. وقال المشيقح خلال محاضرة له أقامها مركز حمد الجاسر الثقافي صباح أمس في «دارة العرب» بالرياض وأدارها الدكتور عبدالعزيز العمر: إن تحديد مستقبل الوطن وحضارته مرهون بالتعليم وواقعه ونظرة الوطن المستقبلية وخططه التطويرية له. وطالب المشيقح بتشجيع البحوث والدراسات التربوية، وتفعيل توصيات المؤتمرات والقرارات. غير أنه لفت إلى أن جميع الدراسات والنظريات والتنبؤات التي تطرح عن الأوضاع المستقبلية، لا تحمل سمة الديمومة، بل هي محدودة البقاء ومرتبطة بالخطة المجازة، مشيراً إلى أهمية التعامل مع التغيرات. وأوضح أن السباق في امتلاك التقنية المتجددة يفرض على كل المجتمعات إعداد الخطط والدراسات التي تمكنها من المشاركة في الإنتاج العالمي الآني والمستقبلي، لافتاً إلى أننا «نعيش في عالم لا يرحم الضعفاء، ولا يحترم الجبناء… وتسعى فيه كل أمة جادة لتحقيق أهدافها من خلال السيطرة على الآخرين وفرض نفوذها وبسطه على العالمين». وتطرق إلى تقنيات التعليم في المستقبل، موضحاً أنها ستشهد توظيفاً أوسع ودوراً أشمل في تنفيذ الدرس، حتى أن بعض المتخصصين يرون منافسة تلك التقنيات للمعلم وتهميشها دوره الأساسي. وبين أن هناك مشكلة كبرى سوف تواجه المؤسسات التعليمية مستقبلاً، تتمثل في المنافسة مع المؤسسات الثقافية الأخرى، إضافة إلى قضية الفراغ الذي سيعاني منه الجيل الجديد، نتيجة دخول العقول الإلكترونية المفكرة من الجيل الخامس «السوبر كومبيوتر» للمعامل والمدارس، وقلة فرص العمل أمام الشباب، والفراغ الروحي نتيجة ذبول بعض القيم والمعتقدات لدى بعض الشعوب. وركز في الختام على أبرز مظاهر التعليم المستقبلي، مشيراً إلى أنه سيكون مفتوح الأهداف والغايات، وتحت مظلة المعرفة الإنسانية، وستظهر إشكالية تتطلب الاستعداد ورسم الحلول، لافتاً إلى أن التعليم في الدول لن يكون على مستوى واحد، كما سيستمر التفاوت أيضاً بين أفراد المجتمع الواحد، بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية. وقال: بات مؤكداً أن القيم والمثل والأخلاق هي أول وأهم العناصر التي سيطولها أثر التغيير، وعملية الحفاظ على الجزء الأكبر من مكوناتها لا يتم إلا من خلال المشاركة في صياغة وإعداد برامج التعليم المفتوح.