«أعتقد أن حلمي وحلم كل سينمائي وسينمائية، وحلم كل من يحب السينما، هو وجود صالات عرض سينمائية في المملكة، وسأظل أحلم بهذا إلى أن يتحقق»، بهذه الكلمات استطاعت المخرجة والكاتبة هناء العمير أن تلامس وجدان الحاضرين في محاضرتها حول «السرد السينمائي.. رؤية من الخارج» التي انعقدت في مقر النادي الأدبي في الرياض أمس الأول. وأعربت العمير ل «الشرق» عن سعادتها بتفاعل الحضور رجالا ونساء مع موضوعها، وقالت «أسعدني كثيراً أن يخطو النادي الأدبي خطوات حول التوسع في فهم السرد السينمائي، وينفتح على الفنون الأخرى من خلال محاضرات وندوات»، مشيرة إلى أن هذه تعد المرة الثانية التي يستضيفها النادي. وتناولت العمير في محاضرتها كيفية تذوق الفيلم السينمائي وعناصر اللغة السينمائية وأهم المدارس فيها، كما تناولت موضوع الاقتباسات الأدبية، وقالت إن هناك إحساساً بأن الفيلم في كثير من الأحيان يبخس الرواية الأدبية حقها ولا يقدمها بأبعادها الرمزية والفكرية بشكل كامل، مؤكدة أن ذلك غير صحيح في جميع الأحوال؛ حيث إن هناك حالات كان الفيلم فيها بمستوى العمل الأدبي، مثل فيلم المحاكمة لأرسون ويلز، إضافة إلى أفلام أصبحت من كلاسيكيات السينما كما هي من كلاسيكيات الأدب، كفيلم «ذهب مع الريح» وفيلم «عناقيد الغضب». في المقابل هناك أفلام مثل «الحب في زمن الكوليرا» وفيلم «العمى» لم تكن بمستوى العمل الأدبي وفشلت في أن تتميز فنياً رغم أنها مستندة على روايات شهيرة ومعروفة. وحينما سُئلت العمير عن دور النوادي الأدبية في دعم السينما، أشارت العمير إلى أن النوادي الأدبية كانت داعمة قوية للأفلام في بداية الأمر، ثم توقف ذلك الدعم، وأضافت «أذكر أن النادي الأدبي في الدمام على سبيل المثال كان يعرض أسبوعياً أفلاماً متنوعة، وكان هناك نقاش نقدي حول هذه الأفلام، ثم توقف هذا النشاط، وأتمنى له العودة، وأن تكون هناك عروض دائمة ومستمرة، وكذلك جمعية الثقافة والفنون في فروعها المختلفة، قدمت عديداً من الدورات في صناعة الأفلام وكتابة السيناريو، وهذا شيء جيد لكن الجمعية مقيدة بقلة الإمكانيات، ولذلك نتمنى من وزارة الإعلام أن ترعى هذا النوع من النشاطات وتقدم له الدعم الواجب». وبينت الكاتبة والمخرجة العمير أن عملها المقبل هو فيلم روائي قصير بعنوان «شكوى»، مشيرة إلى أنها على وشك الانتهاء من آخر عمليات المونتاج ليكون جاهزاً للمشاركة في مهرجانات دولية، مضيفة أنه فيلم يحكي قصة إنسانية لفتاة تتقدم بشكوى ضد زميلتها في العمل، ولكن يتم الاكتشاف فيما بعد أن شكواها ربما كانت تجاه شخص آخر. الفيلم من بطولة الفنان إبراهيم الحساوي والفنانة زارا البلوشي، وشارك في التمثيل مجاهد العمري والممثلة أمل حسين. فيما ضمت مجموعة العمل في الفيلم كلاً من عوض الهمزاني وعبدالمحسن الضبعان وطلال عايل وعمرو العماري وخالد الشهراني.