الأزمة الحضارية العالمية الراهنة أزمة فساد وأداء لا أزمة إنتاج وعطاء. فالحضارة البشرية أعطت ولا تزال تعطي كثيراً من الإنتاج الغزير المتدفق.. إلا أنها مع الأسف تعاني من أزمة مدمرة في الأداء والسلوك.. فهناك عبثية في الإنتاج، والاستهلاك، وتوحُّش في الفساد والإفساد.. فهل من الممكن تخيل حجم الإجرام في عبثية الإنتاج التكنولوجي وأنت تسمع رئيس ثاني أكبر إمبراطورية في التاريخ المعاصر»الاتحاد السوفييتي سابقاً» وهو يقول: «إننا وأمريكا نملك من المخزون النووي ما يكفي لتفجير الكرة الأرضية عشر مرات..!!!» وهل يمكننا تفجيرها أكثر من مرة يا فخامة الرئيس..؟؟؟!!! ولك أن تتخيل حجم السفه الاستهلاكي عندما يتأكد لك أن أمريكا تلقي في كل عام ملايين الأطنان من القمح في المحيط.. ولكن لماذا ومئات الملايين تصرخ من الجوع..؟ «فاسألوا أهل الذكر». أما عن الفساد والإفساد فحدِّث ولا حرج.. ويكفي أن تعرف أن مائة وثلاثة وستين مليار دولار هو أحد الأرقام التي اكتشفت حتى الآن من عبثية زعيم عروبي هلك حديثاً كان ينعق ليل نهار بالعروبيَّة والشَعبَوية والديمقراطية.