استعرضت الندوة الأخيرة لفعاليات «سوق عكاظ» الثقافية، مساء أمس الأول، سيرة الشاعر السعودي حسين سرحان، عبر أوراق قدمها: الدكتور سعود الصاعدي، الدكتور إبراهيم المطوع، والناقد حسين بافقيه. وتعد هذه الندوة، التي برز فيها الحديث عن ثنائية البدو والتحضر لدى سرحان، أول ندوة تتناول سيرة شاعر سعودي معاصر في البرنامج الثقافي ل«سوق عكاظ» في جميع دوراته السبع. وقدم مدير الندوة، الدكتور عبدالمحسن القحطاني، في مستهلها نبذة عن سرحان، وعن المشاركين فيها، قبل أن يبدأ الدكتور إبراهيم المطوع، تقديم ورقته، التي تحدث فيها عن سيرة سرحان الشعرية، موضحاً أن شعره لم يظهر في دواوين إلا بعد إلحاح من زملائه، ومع ذلك فإنه يمتلك سيرة شعرية تستحق أن تُدْرس وتُدَرّس، متسائلاً: لماذا لا ندرس طلابنا سيرة الشعراء والأدباء الأحياء ونمنحهم فرصة قراءة الشاعر والأديب لا القراءة عنه. وقال إن سرحان، رغم عيشه في الغموض والعزلة، إلا أن شخصيته واضحة، وسيرته جذابه مغرية، مضيفاً: كنت أتمنى أنه لو كتب سيرته بنفسه، فأفضل من يكتب سيرة الشاعر هو نفسه، مرجعاً انصراف سرحان عن كتابة سيرته، ل «ملله ومزاجه». واستطرد قائلاً: حاولت التقاط سيرته الشعرية من مقالاته ومقابلاته الصحفية ودراسة أحمد المحسن التي كتبها عن شعره. وقدم 12 لقطة سريعة عن حياة هذا الشاعر وسيرته وأسباب غيابه وانعزاله ورفضه الانضمام تحت أي تصنيف أو مدرسة. وتحدث المطوع عن موقف سرحان من الشعر النبطي والنقد الشخصي، موضحاً أنه كان معجباً بالنبطي ويمتدحه، ويقول إنه يكتبه، كما بين أنه مؤمن بدور النقد، أما النقد الشخصي فينعته ب«القذارة» و«السخافة». من جانبه، تطرق بافقيه إلى جانب الشعر الرعوي لدى سرحان، وقال إن سوق عكاظ احتفى بحسين سرحان بعد مرور مائة عام على ولادته، موضحاً أن أول ظهور له كان في كتاب «وحي الصحراء»، لمحمد حسين هيكل، وجاءت صورته في إحدى صفحات الكتاب لافتة، ولم تتجاوز ترجمته أربعة أسطر، فخر فيها بقبيلته عتيبه من هوازن، في زمن لم يذكر الشعراء فيه انتماءهم لقبائلهم. وأضاف: كان سرحان مغرماً بالبادية والصحراء، وتفضيله للنزعة البدوية، وعندما نغوص في مقالاته، نجده يتحدث عن رعيه للغنم وعيشه حياة البداوة. وتطرق بافقيه إلى وظيفة سرحان، لافتاً إلى أنه كان مرافقاً للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، حين كان أميراً. وبين أن سرحان كان يعيش قلقاً من الثنائية في حياته، التي كان نصفها بدوياً، والنصف الآخر متحضراً. أما الدكتور سعود الصاعدي، فقال في ورقته، إن سرحان من الرواد، وانتماؤه لقبيلة عتيبة ودراسته في مدارس الفلاح، جعلاه يمزج بين حياة البادية والحياة الحضرية. وتحدث عن الرؤية الفنية لسرحان، مشيراً إلى أن نثره بدا مغايرا لما في شعره، وأن معالمه الصحراوية تكونت في ألفاظه ومفرداته الشعرية.