يحدث أحياناً أن تجد شخصاً عادياً لا يملك بيده أي سلاح يقتل به أو أي أداة يجرح بها ومع ذلك فهو مؤهل لأن يصبح مجرماً قاتلاً، وربما ظالماً لغيره ودون سلاح، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «العين حق لتورد الرجل القبر والجمل القدر وإن أكثر هلاك أمتي في العين». فلكل منا أداة جريمة معنوية قاتلة قد تدمر، تهلك، تعذب، ومع الأسف فكثير من الأمراض ومن الأزمات التي تعيق مسيرة الشخص في حياته تكمن في أمراض الحسد والعين، فكم من متعاف أصبح طريحاً للفراش، وكم من متميز دفع ضربية تميزه بألم دائم لا ينضب، وكم من ناجح تعرقلت خطواته نحو العلو والسمو وتبعثرت كل أحلامه وضاعت أهدافه، كم من شخص كافح وتحمل مشقة في حياته ليصل لهدفه المنشود وبعين حاقد أتلف كل سعيه وكفاحه، وليس من السهل أن تتغير حياة شخص من العلو إلى السوء والانحدار، ومن فرح إلى خيبات متتالية، وإلى أحزان متولدة وخذلان متجدد، وليس من العدل أن تحيا الآلام بفرحه، وأن يشعر بذنب لا سبب له فيه، وليس من الإنسانية أن يحيا العائن «الحاقد» بسلام داخلي بينه وبين نفسه، فكيف له أن يعيش براحة بال وضمير مرتاح بعد أن كان سبباً لتعاسة شخص ومرضه وربما موت أحدهم، كلنا مجرمين وظالمين لغيرنا إن لم نذكر الله وندعو بالبركة لما يعجبنا، ولكن من المؤسف حقاً أن نجد من ينكر العين وآثارها؛ فالعين حق كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم وقد تكون من محبٍ لا حاسدٍ ومن معجب لا حاقد لذا لا تظلم أحداً وبادر بالدعاء له بالبركة، «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ ما يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ» جزء من حديث رواه ابن ماجة. وعلى كل شخص أن يدرب نفسه وقلبه على القناعة والرضا بما أعطاه الله، قال تعالى: {ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.