صباحاً في مهرجان تمور بريدة، مساءً في سوق رياض الخبراء، وفي السوقين يطبِّق ما درسه في الجامعة اليابانية من أصول وفنون الإدارة. لا يملك محلاً خاصاً به، لكنه يرمي بنفسه بين «كراتين» التمر، متوسطاً بين «الدلاّلين» والمشترين في تسويق أنواع التمور الفاخرة. إنه طالب الماجستير في إدارة الأعمال عبدالعزيز القريش الذي يستغل الإجازة الصيفية سنوياً في بيع تمور القصيم كلما عاد من اليابان، حيث يدرس في جامعة APU. ويتنقل الطالب المحب للتمور بين المهرجانات منتبهاً إلى أن التمر سلعة مُدرة للربح ويمكنها أن توفِّر فرصة استثمارية لو تم استغلالها بشكل صحيح. في مهرجان النخلة والتمور 34 المقام في بريدة، وصفه محافظ رياض الخبراء اللواء المتقاعد فهد السلطان ب «خريج اليابان». ووجد السلطان في هذا الوصف رمزية لحب الشباب للعمل. خرّيج اليابان القريش، يحمل البكالوريوس في إدارة الأعمال، وحين سألناه: هل مصير الخريج في جامعة مرموقة هو البيع في مهرجان؟، فأجاب بكل ثقة: «إيش فيه البيع؟ بالعكس.. مهنة شريفة وفيها خير ورزق كثير». وتساءل بالمقابل: هل تريد أن نتركها للأجانب؟ فسألته هل تبحث عن الدخل المادي فيها، أو أنك تستغل وقت فراغك الآن!؟ فقال الاثنين معاً، مضيفاً «أهوى هذه المهنة وأمارسها منذ خمس سنوات وكنت أستغل وقت الإجازات في العمل في بيع التمور. القريش.. لايرغب حالياً في تصدير التمور إلى اليابان، فهو يرغب في تفرغه للدراسة، لكنه قال «اليابانيون يعرفون التمر وفوائده، لذا فهم يوزعون التمر مع الحليب على أطفالهم في الروضة».