يعود الخوف من الأسلحة النووية الإيرانية إلى ما قبل الثورة الإيرانية. حيث دخل الشاه محمد رضا بهلوي المؤيد للغرب في مفاوضات مع الولاياتالمتحدة الأميركية وفرنسا وألمانياالغربية، لإنشاء 20 مفاعلاً نووياً، كما ذكرت صحيفة كرستيان ساينس مونيتور. التحذيرات المبكرة:1979-84 أواخر السبعينيات: تلقت الولاياتالمتحدة معلومات من المخابرات بأن الشاه “أعد برنامجاً سرياً لتطوير الأسلحة النووية”. 1979: الثورة الإيرانية أخرجت الشاه تمهيداً للجمهورية الإسلامية، وبعد إسقاط الشاه، توقفت الولاياتالمتحدة عن توفير اليورانيوم ذي الخصوبة العالية إلى إيران. وأدانت الحكومة الثورية تحت قيادة الخميني الأسلحة والطاقة النووية، وأوقفت كل مشاريعها. 1984: بعد زيارة مجموعة من المهندسين من ألمانياالغربية إلى مفاعل بوشهر غير المكتمل في إيران، اقتبست مجلة جين لأخبار الدفاع الأسبوعية عن مصادر مخابراتية في غرب ألمانيا أن إنتاج إيران لقنابل نووية “في مراحله الأخيرة”، وزعم عضو مجلس الشيوخ الأميركي في ذلك الوقت بأن إيران تحتاج سبع سنوات فقط حتى تنتهي من صناعة الأسلحة.
إسرائيل تصور إيران على أنها العدو الأول:1992 رغم أن إسرائيل تعاونت في بعض الأعمال مع إيران بعد ثورة 1979 في سعيها لكسب حليف ضد العرب، لكن بداية التسعينيات شهدت جهوداً مكثفة من تل أبيب لتصوير إيران على أنها التهديد الجديد الأكبر. 1992: العضو البرلماني بنيامين نتنياهو يقول إن إيران ستكون قادرة على إنتاج سلاح نووي بعد 3 أو 5 سنوات ويطالب “باقتلاع هذا التهديد بجبهة دولية بقيادة الولاياتالمتحدة”. 1992: وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز، يقول لقناة فرنسية إن ايران تخطط لامتلاك رؤوس قذائف متفجرة بحلول عام 1999. 1992: جوزف ألفر مسؤول سابق في الموساد الإسرائيلي قال في مقابلة مع النيويورك تايمز إن إيران هي العدو الأول، وإن برنامجها النووي يرعب إسرائيل.
انضمام الولاياتالمتحدة لإطلاق التحذيرات: 1992-97 دق ناقوس الخطر نفسه في واشنطن، حين زعمت وحدة خاصة من لجنة البحث في الحزب الجمهوري” أن هناك تأكيداً بنسبة 98 بأن ايران تمتلك بالفعل جميع العناصر اللازمة لصنع سلاحين أو ثلاثة نووية فعالة”. كان توقعات مشابهة بثت على القنوات التلفزيونية، من ضمنها توقع لرئيس المخابرات الأميركية آنذاك روبرت جيتس بأن برنامج إيران النووي قد يكون “مشكلة جدية” خلال خمس سنوات أو أقل. إلا أن البيروقراطية أخذت بعض الوقت لتتجاوب مع الخطابات بشأن التهديد الإيراني. 1992: نسخة مسربة من “استراتيجية الدفاع في التسعينيات” من البنتاغون قام بإشارة صغيرة لإيران، رغم افتراض سبعة سيناريوهات لصراعات مستقبلية تمتد من كوريا الشمالية إلى العراق. 1995: نقلت النيويورك تايمز مخاوف مسؤولين كبار أميركيين وإسرائيليين من أن “إيران أكثر قرباً من إنتاج أسلحة نووية، مما كان يعتقد سابقاً”. وقالوا إنه في عام 1987 “يُعتقد” أن إيران استقطبت علماء من الاتحاد السوفيتي السابق وباكستان لاستشارتهم.
الخطابات تتصاعد ضد “محاور الشر”: 1997-2002 قمر صناعي أميركي جاسوسي يرصد إطلاق صواريخ متوسطة المدى في إيران، مما حفز التوقعات على خطرها على إسرائيل. 1998: قالت النيويورك تايمز إن إسرائيل أصبحت أقل أمناً، نتيجة لهذا الإطلاق، رغم أن إسرائيل هي الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك أسلحة نووية وصواريخ بعيدة المدى، يمكن إطلاقها على أي مكان. 1998: في نفس الأسبوع أبلغ وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد الكونغرس بأن إيران ستتمكن من بناء صاروخ عابر للقارات- أحدها قد تصيب الولاياتالمتحدة- خلال 5 سنوات. بينما أعطت المخابرات الأميركية إطاراً زمنياً مدته 12 سنة. 2002: المخابرات الأميركية تحذر من خطر القذائف ذات الرؤوس النووية، خاصة من كوريا الشمالية و إيران، وأنها ستكون أخطر مما كانت عليه في الحرب الباردة. 2002: صنف الرئيس جورج دبليو بوش إيران كجزء من “محاور الشر” مع العراق وكوريا الشمالية
اكتشافات من داخل إيران: 2002-2005 في أغسطس 2002 حركة المعارضة الإيرانية “مجاهدي خلق” أعلنت أن إيران تقوم ببناء منشأة مخفية (تحت الأرض) لتخصيب اليورانيوم في مدينة ناتنز ومفاعل للماء الثقيل في أراك. الاعتقاد الشائع بأن الدليل سلم لهم من قبل المخابرات الإسرائيلية. التخصيب والمفاعلات ليست محظورة على إيران في معاهدة عدم الانتشار النووي، لكن عدم الإفصاح عنها عرضها للتحقيق والتفحص من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. أصرت إيران على أن جهودها سلمية، لكنها اعترفت بأنها اخترقت اتفاقية نظام المعلومات الرقابية التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، باتباعها نمطاً من “إخفاء المعلومات”. 2004: كاولن باول وزير الخارجية الأميركية آنذاك أبلغ المراسلين بأن إيران تعمل على تقنية لوضع رؤوس نووية على الصواريخ. 2005: قدمت الولاياتالمتحدة مستنداً من ألف صفحة، يزعم أنه تم استخراجه من حاسب محمول من إيران العام الماضي، يقال إن تفاصيل لاختبارات عالية الانفجار ظهرت فيه، وصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. “الدراسات المزعومة” كما أطلق عليها منذ ذلك الحين رفضت من إيران، باعتبارها مزورة وخدمة استخباراتية معادية.
تراجع التقييمات: 2006- 2009 2006: طبول الحرب أصبحت تدق أسرع، بعد أن اقتبس سيمور هيرش من مصادر أميركية أن الهجمة على إيران ليست حتمية، وأن هناك خططاً لاستخدام أسلحة تكتيكية نووية ضد المنشآت الإيرانية المدفونة. 2007: الرئيس بوش يحذر من أن تسلح إيران النووي قد يؤدي إلى “حرب عالمية ثالثة”. وحذر مسبقاً نائبه ديك تشيني بأن عدم تخلي إيران عن برنامجها النووي سيكون له “عواقب وخيمة”. 2007: بعد شهر، ظهر التقييم الوطني المخابراتي عن إيران المثير للجدل، حيث حكم ب”ثقة عالية” أن إيران تخلت عن برنامجها النووي في خريف 2003. وصفه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأنه “نصر للأمة الإيرانية”. يونيو 2008: تنبأ المبعوث الأميركي لدى الأممالمتحدة آنذاك جون بولتون بأن إسرائيل ستهاجم إيران قبل يناير 2009 ، لتستغل الفرصة قبل انتخاب الرئيس الأميركي الجديد. مايو 2009: تقارير لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية صرحت بأنه “لا توجد إشارة أن إيران قامت بطلب بناء قنبلة نووية”
تناقضات في التقارير :2010-2011 العديد من المسؤولين مازالوا يفترضون أن إيران مصرة على تملك أسلحة نووية في أقرب وقت ممكن. 2010: لاحظ مسؤولون أميركيون أن البرنامج النووي قلت سرعته، بعد فرض 4 أنواع من الحظر على إيران من مجلس الأمن، طبقاً لمعايير أميركية وأوروبية. يناير 2011: تقرير من فيدرالية العلماء الأميركيين عن تخصيب اليورانيوم يقول إن طهران قادرة “بلا شك” على إنتاج جهاز نووي خام. نوفمبر 2011: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدعي للمرة الأولى بأن إيران عملت على نشاطات متعلقة بصناعة الأسلحة، ونشرت معلومات مفصلة مستندة إلى 1000 صفحة من معلومات التصاميم، كما تقول، من بيانات 10 دول أعضاء وتحقيقاتها ومقابلاتها الخاصة. السعودية، إيران، نووي، الأممالمتحدة، أمريكا