أوضح أكاديمي صيني، أن تقدم تعليم اللغة العربية في الصين، جرى على ثلاث مراحل، هي: التبادل التجاري، والمدارس الإسلامية، وعودة العلماء الصينيين من الأزهر. وقال الدكتور سابق تشانغ جيامين، في ندوة عن «اللغة العربية في الصين»، نظمها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، مساء أمس الأول، ضمن فعاليات «سوق عكاظ»: إن المرحلة الأولى لتعليم هذه اللغة في الصين تم عن طريق التبادل التجاري دون تدخل من أحد، أما الثانية فكانت عبر المدارس الإسلامية في المساجد، التي تم فيها تعليم النصوص الدينية وترجمة القرآن الكريم والفلك والجغرافيا، أما المرحلة الثالثة فكانت بعد الحرب العالمية الثانية، وتتمثل في عودة العلماء الصينيين من الأزهر بعد أن أمضوا ثمانية أعوام، الأمر الذي هيأ ظروفا تاريخية لتعلم اللغة العربية. وأشار جيامين أن عام 1966م شهد صدور معجم العربية- الصينية، الذي تم إصداره إلى جانب عدد من الكتب الأخرى التي تدعم اللغة العربية في الصين، لافتا إلى أن معدل عدد الطلاب الملتحقين بدراسة اللغة العربية في الصين يبلغ ألف طالب في العام. وشارك في الندوة إضافة إلى جيامين، الدكتور تشونغ جيكون، والدكتورة تشينغ مينيمين، وأدارها مدير المركز الدكتور عبدالله الوشمي. وتحدث جيكون، أثناء حديثه في الندوة، عن الترجمة، وقال: لولا الترجمة لما تغير العالم، ولما تكونت الثقافات والحضارات الإنسانية، مشيرا إلى أن القرون الوسطى كانت أوروبا تقبع في الظلام، والحضارة الإسلامية تعيش أوج ازدهارها، وأن باقي الحضارات انتعشت عن طريق الترجمة. وأشار جيكون إلى أن الصين ورثت حضارتها وثقافتها في العصور الوسطى، بسبب الترجمة لحضارات الهند والبلاد المجاورة. ولفت إلى أنه منذ دخول الإسلام الصين في القرن السابع، ظلت الأمتان العربية والصينية متواصلتين، وأصبح في الصين عشر قوميات إسلامية، وبلغ أعداد المسلمين الصينيين أكثر من عشرين مليون مسلم. وبين أن ترجمة الأدب العربي يعود إلى القرن التاسع، وأما ترجمة القرآن الكريم كاملا فكان في عشرينيات القرن الميلادي الماضي، مفيدا أن قصيدة «البردة» كانت أول القصائد المترجمة إلى الصينية. أما الدكتورة تشينغ مينيمين، فتحدثت عن المعلقات، وكيف قرأها الصينيون؟، وعرضت صور عنها. وقالت: الصينيون عرفوا المعلقات من خلال المتخصصين في اللغة العربية، وكذلك من خلال المتخصصين في الأدب الشرقي، وملتزمي الدراسة الجامعية، والتعليم المفتوح، مشيرة إلى أن العلماء الصينيين ألفوا كتبا علمية ذكروا فيها المعلقات.