إنه انهيار سد الطبقة على نهر الفرات. عدد صواريخ السكود التي قذفها العجي على مدينة الرقة وما حولها، بدأت تهدد السد بالتشقق، حسب رواية مهندس السدود والمياه الخانجي. هذا السد يحوي أكثر من 58 ألف مليار من الأمتار المكعبة من المياه؛ فإذا انهار فمعناه غرق ربع سكان سوريا بكل المدن المحتشدة حوله من الرقة حتى دير الزور والميادين والبوكمال والسكرية. بل وحتى منطقة عانة في العراق. ومعها خراب البنية التحتية، بل ومصادر النفط وبقايا الآثار من حضارات ما قبل ستة آلاف سنة، ومعها البعوض والأمراض من كل صنف زوجان. أذكر جيداً في حرب الخليج الأخيرة حين عمد صدام في انسحابه من الكويت إلى إشعال النيران في آبار النفط؛ فأحال ليل الكويت نهاراً، وذهبت بعض التحليلات يومها المغرقة في التشاؤم إلى حدوث ما يشبه الشتاء النووي في انتشار طبقة من السخام تغطي سماء العالم فيما لو استمر اشتعال الآبار حتى احضروا أمهر المهندسين فوصلوا إلى الوصفة بتفجير الفوهة عكس ما كان التفكير. وقرأت يومها والحرب (شغالة) عن ولع الإسرائيليين فيما لو آذاهم صدام أن يضربوا سد صدام على دجلة فتغرق الموصل بأهلها ويتابع الطوفان طريقه حتى بغداد. وحالياً فإن (العجي) بعد أن ضرب بالسلاح الكيماوي وظن أن العالم سوف يمرر له القتل بالجملة كما سمح له باستلال أرواح مائة ألف أو يزيدون من خيرة شباب سوريا، قال لن يحدث شيء، وبهذه الطريقة سوف تخمد الثورة رعباً وفزعاً وموتاً بالجملة في مدافن جماعية، فيسقطون كما في رش المواد السامة لقتل الجرذان والفيران والعناكب والصراصير والنمل. هذه المرة بالإضافة إلى البشر. ما هو أفظع من الكيماوي ذكره الرب في نهاية الحضارات حين خلد سورة كاملة ب «سبأ» حين حول حياتهم جحيماً بالسيل العرم الذي تفجر ومعه تفجرت حضارة كاملة شظاياً. أنا شخصياً أنصح كل من يزور اليمن أن يذهب إلى منطقة سد مأرب الذي ساعدت فيه دولة الإمارات فبنت سداً في موضع السد الأول بفارق أنه بني في فالق أرضي أضيق من موضع السد القديم وبكلفة مائة مليون دولار. مررت بجنب المشروع وصليت وقرأت عند المغرب الآيات التي تتحدث عن هذا الهول الأعظم حين تحول كل شيء إلى (أثل وخمط وشيء من سدر قليل. كذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور). هل (طيراً أبابيل) أمريكية سوف تحط على طاغية الشام فتجعله كعصف مأكول؟، أم أن المسخوط يفكر في تدمير ما بقي من سوريا بتفتيت السد وجعل اسمه في التاريخ قريناً لأتيلا وبول بوت وستالين وتيمورلانك وجنكيزخان وكاليجولا ونيرون. في جهنم سبعة أبواب لكل باب جزء مقسوم، فهل أحد الأبواب لجمع أمثال هؤلاء الطواغيت وأضرابهم وأشباههم ونظائرهم؟!.