جازان – عبدالله البارقي الشرق نشرت قصتهما قبل عام و9 أشهر وما زالتا دون رعاية متخصصة الأم: ابنتاي في العقدين الخامس والثالث.. وأخشى عليهما إن فارقتُ الحياة «لا يوجد لدينا مركز صحي ولا نسمع بالأطباء في هذه الجبال، ابنتاي يصيبهما التعب من تخطي جبال الشامية والقهر». بتلك العبارات نطقت المُسنَّة معينة الريثي، التي عاودت «الشرق» زيارتها بعد عام و9 أشهر من زيارة سابقة طرحت خلالها معاناتها وابنتيها الصمَّاوَين في عددها الصادر في 6/12/2011 فتحقق لهما منزل سقفه من الزنك، تكفل ببنائه فاعل خير عن طريق الجمعية الخيرية، وقد رضيتا رغم قلقهما من تسربات المطر من صفيح الزنك، إلا أن ما يقلقهما هو تجاهل الصحة لحالتهما التي عرضت في الصحف ولم تلقِ لهما بالاً. تقول معينة الريثي «الحمد لله قام فاعل خير ببناء منزل غير منزلنا السابق، وسكنت وابنتاي فيه، غير أنني مسنة، وبنتاي إحداهما في العقد الخامس من عمرها والأخرى في الثالث، ومازالتا تشتكيان المرض، دون القدرة على التعبير سوى بقطرات الدموع التي تنسكب على خديهما». وأشارت إلى أنهما لا تتسلَّمان إلا ما يصل لهما من التأهيل الشامل، أما العلاج فإنهما عند مرضهما لا تستطيعان المغادرة أولاً لعدم وجود سيارة تقلهما، بالإضافة إلى أنهما إذا ركبتا السيارة فإنهما يغشى عليهما، ومن الصعب إفاقتهما خاصة في ظل وعورة الطرق. وقالت: مع الأسف إننا نسمع عن الفرق الطبية ونشاهدها في التلفاز، إلا أن قرى الشامية محرومة من تلك الخدمات، فإما أن نستخدم أدوية شعبية أو الموت مصيرنا. وتنهدت قائلة: أخشى على «مشغلة» و»كاذية» إن فارقتُ الحياة، ألَّا تجدا من يعتني بهما أو يعرف مطالبهما، فعندما أشاهد دموعهما أعرف أن بهما ألماً، وعندما تطلبان شيئاً يظهر لي ما تريدان، فأنا أَلزَمهما منذ ولادتهما، ولا أحد يعرف التعامل معهما سواي، فطوال السنوات التي بلغتاها من عمريهما لم تخرجا إلا مرة واحدة عند طلب إثبات إعاقتهما لتتسلما إعانة التأهيل الشامل، ولكن تسبب ذلك السفر لمحافظة بيش في ألم وتعب لهما من جراء تلك الرحلة المتعبة، كما أن مشوار النقل في سيارة دفع رباعي مكلف والأجرة تصل إلى 500 ريال. مشغلة وكاذية مع أمهما عند زيارة «الشرق» لهم قبل عام وبينت أنه بعد نشر «الشرق» حالتهما السابقة زارهما ممثلون عن الجمعية الخيرية وفاعلو الخير، وقاموا ببناء منزل لهما ووفروا المستلزمات الضرورية إلا أن الصحة هي المطلب، وحالة «مشغلة» و»كاذية» لا أحد يعرفها أو يقدر على تشخيصها، وناشدت أمير جازان بأن يوجه فرقاً طبية لزيارتهما هما وجيرانهما الذين بهم من الألم ولا يجدون طبيباً يداويهم. خرجت «الشرق» من القرية وأنهت الزيارة وهي محملة بمطالب كثيرة لتلك الأسر، إلا أن مطلب الصحة هو هاجسهم في ظل ما أسموه بتجاهل صحة جازان لهم. وقد طرحت «الشرق» استفساراً على صحة جازان حول أسباب غياب الخدمات الصحية عن قرى الشامية، وأسباب غياب الكوادر الصحية عن المركز الصحي في القهر، لكن دون الحصول على رد رسمي. إلا أن مصادر أوضحت أنه تم الرفع بحالة مشغلة وكاذية إلى إمارة جازان، بالإضافة إلى زيارة ممثلين عن الشؤون الاجتماعية لهما قبل عام والاطلاع على حالة الأسرة. من جهته، أوضح رئيس الجمعية الخيرية في محافظة الريث الشيخ مغدي الريثي، أن الجمعية تلقت دعماً من فاعل خير لبناء مسكن لأسرة كاذية ومشغلة عقب نشر «الشرق» عن حالتيهما، وتم بناء مسكن لهما بجوار مسكنهما القديم في قرية الشامية وتم تجهيزه. وأشار مغدي إلى أن الجمعية ترسل لهما متطلباتهما من السلال الغذائية والإعانات المالية، مشيداً بجهود الإعلام في إظهار حالتهما، التي يصاحبها تفاعل من قبل المسؤولين ورجال الأعمال وفاعلي الخير، مشيراً إلى أن أمير منطقة جازان اهتم بوضع الأسرة وكذلك بقية الأسر المحتاجة في المحافظة ووجه بتقديم العون المناسب. معينة الريثي تناشد أمير جازان بأن يوجه الصحة للاهتمام بأوضاعهم (تصوير: أحمد السبعي)