يعيش المواطن في حفر الباطن قلقاً يصل لدرجة الرعب، فبعد ثلاث حالات وفاة تعاملت معها الصحة بتكتّم مُريب، ثلاث حالات من عائلة واحدة توفوا في أوقات متقاربة جداً، وأعراض تشبه كثيراً أعراض (كورونا)، شخّصت الصحّة المرض بأنه (فايروس في الدم) للحالتين الأولى والثانية، وفي الحالة الثالثة -من نفس العائلة- الذي توفي -يرحمه الله- يوم كتابة المقال حيث أُبلغ أهل المتوفى (شفهياً) بأنه مصاب بكورونا، أهالي المتوفين لديهم شعور قوي بأنه حتى الوفيات السابقة للعائلة كانت بنفس المرض (رغم النفي الرسمي)، وهذا الشعور سببه التعامل الذي وجدوه في المستشفى، حيث إن الطاقم الطبي كان يتحاشى التعامل مع هؤلاء المرضى -كما ذكر ذوو المتوفين- وكانوا يعتمدون على أحد المستشفيات الخاصة في المحافظة التي أبدى أحد (الدكاترة) تعاطفاً وتعاوناً معهم، وما زالت العائلة (المنكوبة) تعيش الحزن على رحيل من توفوا والقلق على بقية العائلة، والشعور الأكثر إيلاما هو (الإهمال) الذي يشعرون به من وزارة الصحّة وكأنهم مجرد أرقام تحرص وزارة الصحّة على أن لا ترتفع وتبقى (تُمارس) أسلوب (التطمين) الذي لم يعد يتقبله الشارع سوى أنه تأكيد على وجود الوباء، والفجوة التي تشعل القلق أن الشؤون الصحية ما زالت (تنفي) ذلك رسمياً، لكن في المستشفيات هناك رأي آخر، رعب لدى الأطباء والممرضين وتوجس في ممرات المستشفيات، أكثر من ممرض ذهب لمستشفى خاص ليسأل كيف يتأكد من عدم انتقال العدوى إليه أثناء ممارسته مباشرة الحالات، إحجام كثير من العائلات ومنع أطفالها من الذهاب للمدارس، المسؤولون في المستشفيات يطمئنون وفي نفس الوقت ينصحون بعدم الذهاب للمستشفيات إلا للضرورة القصوى، كل ذلك بصفة غير رسمية، لكنني أتحمل كل ما ورد في هذه المقالة من معلومات، وأعيش يومياً ما يعانيه الناس هُنا من رعب وأسئلة لا مجيب عنها، نحن لا نطمع أن يعقد الوزير أو مدير الشؤون الصحية مؤتمراً صحافياً، وإن كان أقل واجباتهم، الناس فقط تريد أن تطمئن، لكن ليس عن طريق «النفي والتطمين»، والتحذير من الانسياق وراء الشائعات، المواطن يرى «الموت» والجهات الرسمية تصر على أنها هي «الواعظ»، والأمر وصل ببعض المواطنين إلى نقل أبنائهم لمناطق أُخرى، هل يوجد رعب أكثر من ذلك؟ هذا السؤال الوحيد الذي سيكون نفيه أكثر صِحة يا صحّة!