كشف رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، عن أن جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا كانت ضد ترشحه لرئاسة الوزراء ورغم ذلك حصلوا على وزارات سيادية مهمة في حكومته. وقال زيدان، في مؤتمر صحفي نقل وقائعه التليفزيون الليبي الرسمي أمس السبت، إن «أعضاء حزب العدالة والبناء المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين كانوا ضد ترشحي لرئاسة الوزراء عندما كنت عضوا في المؤتمر الوطني العام وكانوا أكثر الناس محاربة لي». وأوضح أنه «رغم أن حزب العدالة والبناء وجماعة الإخوان المسلمين يكنون العداء لي إلا أني دعوتهم فور وصولي إلى الرئاسة بما تقتضيه مصلحة الوطن، وقَبِلُوا على مضض المشاركة في حكومتي وتحصلوا فيها على خمس وزارات سيادية النفط والإسكان والاقتصاد والشباب والرياضة بالإضافة إلى منصب نائب رئيس الوزراء «. وتعد جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا ممثلة في حزب العدالة والبناء، ثاني أكبر التكتلات الحزبية في البرلمان ب17 مقعدا، ولديها ثقل سياسي مهم في حكومة زيدان من خلال ممثليها الذين يشغلوا حقائب وزارية مهمة. وعن هجوم الإخوان المسلمين على زيارته إلى مصر، أوضح زيدان أن «ذهابنا إلى مصر تقتضيه المصلحة بغض النظر عن الأحداث المؤسفة التي حصلت فيها مؤخرا، التي نعتبرها شأنا داخليا مصريا بحتا لا علاقة لليبيا به». وأضاف أن زيارته تمثل حرص الحكومة على استمرارية العلاقات مع مصر لدواع عدة، منها عمق العلاقات التاريخية والعروبة والإسلام والموقع الجغرافي وما يصحبه من ارتباط أمن البلدين القومي». وشدد على أن « قضية من يحكم مصر لا تعني الليبيين و الزيارة لم تأت من أجل المباركة أو التهاني بل ذهبت للتحدث في العلاقات والمصالح المشتركة والاستثمارات والاتفاقات وأن التراخي في تمديد العلاقات يعد أمرا غير مقبول إطلاقا». وتظاهر عدد من أنصار حزب العدالة والبناء أمس الأول، الجمعة، أمام مسجد الشهداء في طرابلس مطلبين زيدان بالاستقالة. وكان حزب العدالة والبناء (إخوان ليبيا) وصف زيارة رئيس الحكومة الليبية المؤقتة إلى مصر بأنها تأتي في إطار مناورة سياسية لخلط الأوراق وإشغال الرأي العام عن القضايا الداخلية. وأعرب الحزب، في بيانٍ له، عن «استيائه الشديد من هذه الزيارة»، واعتبر أنها «لا تنسجم مع مبادئ ثورة السابع عشر من فبراير التي قدم خلالها الشعب الليبي عشرات الآلاف من الشهداء في سبيل الحرية واحترام حقوق الإنسان ومن أجل نجاح المسار الديمقراطي ناهيك أن تأتي هذه الخطوة من رئيس الحكومة ومن دولة من أهم دول الربيع العربي وهي ليبيا « . وأعلن حزب العدالة والبناء أن القيادة العليا للحزب ستعقد اجتماعا اليوم الأحد لتقرر موقفها من الاستمرار في الحكومة من عدمه وذلك على خلفية فشلها في ملفات الأمن وجمع السلاح وإطلاق عجلة التنمية، بحسب بيان الحزب.