أبها – عبده الأسمري ارتفاع حجم التبادل التجاري إلى 8.7 مليار يورو بزيادة 13% خلال عام 2013 السعودية أكبر شريك عربي لفرنسا في مجال الأغذية والمنتجات الزراعية فرنسا المستثمر الثالث في السعودية بحجم استثمارات 15.3 مليار دولار قال القنصل العام الفرنسي في السعودية لويس بلين، إن حجم التبادل التجاري بين المملكة وفرنسا تضاعَف خلال السنوات الخمس الأخيرة ليصل إلى 8.73 مليار يورو في عام 2013 بزيادة 13%، وأضاف في حوار ل«الشرق»، أن هناك خططاً استثمارية في مجال النقل واتفاقيات سيوقعها الجانبان في المستقبل. لويس بلين وأكد بلين أن الشركات الفرنسية ستُسهم في سياسة السعودة وتأهيل الشباب وتدريبهم في سبعين مؤسسة في المملكة. وأشار إلى أن السعودية أكبر شريك عربي لفرنسا في تجارة الأغذية والمنتجات الزراعية. وأفاد القنصل الفرنسي بأن بلاده تُعد المستثمر الثالث في السعودية بحجم اسستثمارات يُقدر بأكثر من 15 مليار دولار. * بدايةً.. ماذا عن حجم التبادل التجاري بين السعودية وفرنسا؟ وما هي توقعاتكم خلال الأعوام المقبلة؟ لقد بلغ حجم التبادل التجاري 8.73 مليار يورو في عام 2013 بزيادة 13%، بينما تضاعفت وارداتنا خلال السنوات العشر الماضية لتصل إلى 3.2 مليار يورو، أما حصتنا السوقية فهي ثابتة منذ عام 2000 في حدود 3.6% بسبب الأداء القوي في قطاعات الميكانيكا (بحجم صادرات 947 مليون يورو في 2012)، قطاع المنتجات الزراعية والأغذية (610 ملايين يورو) التجميل (430 مليون يورو)، المعادن (298 مليون يورو)، المنتجات الصيدلانية (263 مليون يورو) وقطاع الطائرات (230 مليون يورو). وشهد قطاع المنتجات الزراعية والأغذية نمواً بلغ 24.4% خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الحالي 2013، ما يعكس قوة هذا القطاع في فرنسا التي تمتلك الصناعة الأكبر من نوعها في هذا القطاع في أوروبا. إضافة إلى البعد الاستراتيجي للصادرات الزراعية الفرنسية التي يمكن أن تسهم في سياسة الأمن الغذائي للمملكة، إذ أن السعودية أكبر شريك عربي لفرنسا في تجارة الأغذية والمنتجات الزراعية. * هل ثمة تعاون بين البلدين في مجالات النفط والغاز والطاقة النووية والصحة؟ هناك عديد من الإمكانات الضخمة لتعزيز التعاون الثنائي تكمن في القطاعات التقليدية مثل النفط والغاز والكهرباء، مثلما توجد أيضاً في مجالات جديدة مثل الطاقة النووية والمتجددة، وقطاعات الصحة والنقل الحضري والزراعة. وتستثمر الشركات الفرنسية في أكثر من سبعين مؤسسة في المملكة، وتوظف أكثر من 20 ألف شخص. ومن ثم فإنها تسهم بقدر واسع في تنويع الاقتصاد السعودي وفي سياسة السعودة من خلال نقل المعرفة الفنية وتدريب الخريجين من الشباب السعودي. * وما هي أبرز المشاريع الحالية والمستقبلية التي تنفذها شركات فرنسية كبرى في السعودية؟ هناك أكبر شركتين فرنسيتين تضعان المملكة كأولوية قصوى بالنسبة لسياستيهما لتطوير أنشطة في العالم العربي. وتقوم شركة سانوفي الفرنسية حالياً بتطوير مرفق إنتاجي في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، بينما قامت شركة توتال وبالشراكة مع أرامكو السعودية ببناء مصفاة ساتورب. وهاتان المنشأتان تُعدان من بين أكبر المرافق لهاتين الشركتين في المنطقة، ما يعزز المصالح الفرنسية في السعودية. ويعتبر عام 2013 أفضل الأعوام بالنسبة للتعاون الثنائي مع نجاح أول منتدى سعودي فرنسي للفرص التجارية، الذي عُقد في باريس في إبريل الماضي. واستقطب المنتدى الذي نظم بواسطة وزارتي التجارة في البلدين، 400 مشارك فرنسي و250 مشاركاً سعودياً شاركوا في المباحثات القطاعية واجتماعات الأعمال التجارية. وافتتح المنتدى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بنفسه بالترحيب بالوفد السعودي في قصر الإليزيه. ونظمت جلسات مائدة مستديرة خاصة ضمت الوزراء الفرنسيين وقطاع الأعمال السعودي المشارك والممثلين الرئيسيين في قطاعات الطاقة والنقل والزراعة. وتبلورت هذه العلاقات الثنائية القوية في مشاريع تعاون جديدة، حيث وقَّعت شركة فيوليا عقداً بقيمة 400 مليون دولار مع شركة «مرافق» لبناء محطة لتحلية المياه لتزويد مجمع سدرا. كما أن شركة ألستوم تُعد جزءاً من تحالف فاست الذي منح في يوليو عقداً بقيمة 7.8 مليار دولار لبناء الخطوط 4 و5 و6 في شبكة مترو الرياض المستقبلية. * ماذا أعدت فرنسا للمستثمرين السعوديين؟ وهل تسعون لاستقطاب استثمارات سعودية؟ بجانب تقوية وتنويع العلاقة الاقتصادية بين السعودية وفرنسا، فإن الأولوية الأخرى تتمثل في استقطاب الاستثمارات السعودية إلى فرنسا، والاستثمارات السعودية في فرنسا، التي تتركز بشكل رئيس في قطاع العقارات، تبلغ قيمتها 798 مليون دولار فقط، بينما تُعد فرنسا هي المستثمر الثالث في السعودية بحجم استثمارات 15.3 مليار دولار. ونتمنى أن يولي المستثمرون السعوديون مزيداً من الاهتمام لجاذبية الاقتصاد الفرنسي بالنسبة للمستثمرين الأجانب، إذ أنه المحطة الرائدة للاستثمار الأجنبي في الصناعة (إيرنست آند يونج) رابع أكبر شركة مهنية في العالم، دعم البحث والتطوير (KMPG) لما يقرب من 600 شركة أجنبية في مجموعات متكاملة الابتكار، توجد 550 ألف شركة تأسست في 2011، بينما تأسست في ألمانيا في نفس العام 300 ألف شركة، وتُعد فرنسا من بين أربع أفضل دول أوروبية من حيث الإنتاجية عن كل ساعة عمل. زيادة مدة التأشيرات الفرنسية الممنوحة للسعوديين أكد القنصل الفرنسي أن القنصلية العامة الفرنسية زادت مدة التأشيرات الممنوحة للسعوديين، وهو ما اعتبره تأكيداً جديداً على ترحيب بلاده بالزوار السعوديين. وقال إن تزايد أعداد السياح السعوديين في فرنسا دليل على تقديرهم لبلاده. وأضاف أن المملكة استقبلت العام الماضي حوالي 49 ألف حاج ومعتمر من فرنسا. ودعا الفرنسيين المقيمين في السعودية إلى استكشاف المناطق السعودية، واصفاً المملكة بأنها « بلد مسالم ورائع»، مؤكداً أن الفرنسيين سيلقون ترحيباً حاراً في كل مكان يذهبون إليه بفضل العادات والتقاليد النبيلة للشعب السعودي الكريم.