حذّر نوابٌ عراقيون من تداعيات الضربة الأمريكية المحتمل توجيهها للنظام السوري لاستخدامه الأسلحة الكيماوية في سوريا على الأمن في بلدهم. وأجمع نوابٌ من كتلٍ نيابية مختلفة على أن نتائج أي ضربة عسكرية غربية لسوريا ستكون «كارثية» على العراق، وأبدوا ميلهم للحل السياسي لتلك الأزمة. وفي حين رجّح بعض النواب «عدم وقوف إيران مكتوفة الأيدي» تجاه ذلك واكتفاء الروس ب «الاعتراض الإعلامي»، عدَّ آخرون أن العمل العسكري المرتقب سيؤثر على المصالح الأمريكية ذاتها. في الوقت نفسه، أشار مصدر عراقي أمس إلى أن «رئيس الوزراء نوري المالكي بعث رسالة إلى نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن يطالبه فيها بالامتناع عن مهاجمة سوريا»، دون أن يذكر المصدر مزيداً من التفاصيل. والعراق من الدول المؤيدة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وإنهاء العمل العسكري بين طرفي النزاع. وفي هذا السياق، حذّر النائب عن ائتلاف دولة القانون، مفيد البلداوي، من تداعيات الضربة المتوقعة على سوريا، داعياً إلى ضرورة توحيد الجهود السياسية والأمنية للوقوف في وجه التحديات. وقال البلداوي، بحسب بيان حصلت «الشرق» على نسخة منه أمس، إن «تداعيات ضرب سوريا له انعكاسات خطيرة على الوضع العراقي»، واعتبر أن على الحكومة والبرلمان والكتل السياسية والأجهزة الأمنية أن تتوحد جميعا وتضع خططا طارئة لتفادي أي طارئ قد يتعرض له العراق. ولفت إلى أن لدى العراق اتفاقية استراتيجية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ويجب أن يفعِّلها تحسبا لتعرضه لأي تهديد داخلي أو خارجي. وأعلن العراق حالة استنفار قصوى الأسبوع الماضي إثر تداعيات الأزمة السورية وقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بشن ضربة عسكرية تستهدف النظام السوري. بدوره، قال القيادي في التحالف الكردستاني، محمود عثمان، إن «الضربة العسكرية المحتملة التي ستوجهها القوى الغربية بزعامة الولاياتالمتحدة، ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ستؤثر على العراق كثيراً»، متوقعاً «عدم سكوت طهران على تعرض حليفتها دمشق لعدوان عسكري مما يضع العراق في مواجهة تداعيات ذلك لاسيما أنه يقع بين البلدين». ودعا عثمان إلى حل سياسي للأزمة السورية خصوصاً أن الضربة العسكرية المحتملة ستحدث دماراً كبيراً لهذا البلد، واستبعد أن تضحي روسيا بعلاقاتها مع الولاياتالمتحدة لحساب سوريا، متوقعاً أن تكتفي موسكو ب «مواصلة الاعتراض الإعلامي».