كشفت مصادر عراقية مقيمة في عمّان ل «الشرق» أن عمليات نقل الأسلحة من إيران إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي تتم بواسطة طائرات «إيران إير» المدنية التي تنقل الزوار الإيرانيين من بلادهم إلى مطار النجف. وأكدت المصادر أن طائرات «إيران إير« تقلع من مطار النجف متجهةً إلى عواصم أوروبية مروراً بالأجواء السورية بغرض تمكين الطائرات المحمّلة بالأسلحة من الهبوط في أحد المطارات العسكرية السورية قرب دمشق أو في مطار هبوط اضطراري لسلاح الجو السوري في محافظة اللاذقية لتفريغ شحناتها. وأفادت المصادر أن وزير النقل العراقي هادي العامري المعروف باسم «أبو حسن»، وهو زعيم منظمة بدر التي توصف بأنها أحد تشكيلات فيلق القدسالإيراني، قام بعد موافقة المالكي، بنقل مسار سفر الزوار الإيرانيين من مطار بغداد الدولي إلى مطار النجف الذي تشرف عليه شركة كويتية تساعد فيلق القدس على تمويه أوراق الرحلات للطائرات التي تزود النظام السوري بالأسلحة والمعدات، بحيث تهبط، خلال رحلاتها من العراق إلى العواصم الأوروبية، في مطارات سورية لإفراغ حمولتها من الإمدادات العسكرية، وأغلبها أسلحة إيرانية الصنع، فضلا عن تجهيزات ومعدات طبية يستخدمها الجيش الإيراني في تمارين عسكرية. وبحسب المصادر، تقوم هذه الطائرات بنقل المتطوعين العراقيين من مليشيات «عصائب أهل الحق» و«لواء اليوم الموعود» و«كتائب حزب الله»، التي كُلِّفَت بحماية محاور الطرق في العاصمة السورية وصولاً إلى مقار الأجهزة الأمنية والرئاسة السورية. وقالت المصادر إنه يمكن ملاحظة الكثير من المتطوعين من تلك الميليشيات قرب مقر التلفاز السوري ومبنى وزارة الخارجية فضلاً عن مباني رئاسة الوزراء السورية. يأتي ذلك في وقتٍ أكد فيه تقرير لجهاز مخابرات غربي أن إيران تستخدم طائرات مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي لمساعدة الرئيس بشار الأسد في سحق الانتفاضة المناهضة لحكمه. وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، قال مسؤولون أمريكيون إنهم يستوضحون من العراق عن رحلات جوية إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي ويُشتَبَه أنها تنقل أسلحة إلى الأسد. وفي ذات الشأن، أبدى رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، عدم ارتياح حكومته لقيام بعض الأوساط الأمريكية غير الرسمية بإثارة الشبهات حول موقف العراق من الأزمة السورية، مجدداً، خلال اتصالٍ هاتفي تلقاه من نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، الحديث عن موقف حكومته المبني على ضرورة إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية ومعارضة تسلح أي طرف. من جانبه، انتقد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، النائب قاسم الأعرجي، التقارير الأمريكية بشأن تهريب الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا بطائرات مدنية إيرانية عبر العراق، ووصفها ب «غير دقيقة»، مؤكدا أنه سيكون للعراق موقف حال حدث ذلك حفاظاً على أمنها القومي.وأضاف الأعرجي، في حديثٍ متلفز، أن «تقارير أمريكا غير دقيقة لأنها سبق وأن قالت إن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وبعد سقوط النظام السابق ثَبُتَ أن العراق لا يحوي أسلحة كيماوية»، مشيراً إلى عدم علم العراق بما تحمله الطائرات الإيرانية باستثناء المسافرين.