نظام دمشق يتعهد بعدم التعرض للأردن طالما «ظل على الحياد» أبلغ الأردن الإدارة الأمريكية رسمياً أنه لن يكون منطلقاً لأي أعمال عسكرية برية أو جوية نحو سوريا، كما حصل على تعهد سوري بعدم التعرض له إذا ظل على الحياد حال توجيه ضربة عسكرية أمريكية إلى نظام دمشق. وقالت مصادر سياسية أردنية إن عمَّان أجرت اتصالات على أعلى المستويات بمرجعيات أمريكية وأكدت لها أنها لن تسمح باستخدام الأراضي الأردنية أو سماء المملكة الهاشمية لتسهيل مهمة توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد. وأوضح مصدرٌ فضَّل حجب اسمه لحساسية الموقف، أن الأردن أبلغ الولاياتالمتحدة أن أراضيه وقوته العسكرية وقواعده لن تُستخدَم إلا للدفاع عن سيادة الدولة الأردنية، وأشار المصدر إلى تفهُّم الإدارة الأمريكية لحساسية الموقف الأردني. رسائل متبادلة وعلى صعيدٍ ذي صلة، وصلت رسائل من النظام السوري إلى الحكومة الأردنية لطمأنتها إلى عدم التعرض لها إن بَقِيَت على الحياد ولم تسمح للقوات الأمريكية باستخدام أراضيها أو قواعدها الجوية في الضربة العسكرية المحتملة. وتوقعت مصادر «الشرق» أن يكون الأردن رد الرسالة إلى سوريا من خلال اتصالٍ أجراه وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ناصر جودة، مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، قبل يومين ولم يُعلَن عنه إلا في وسائل الإعلام الإيرانية. سياسياً، يقيم ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية والنقابات والهيئات والمؤسسات الوطنية الأردنية اعتصاماً أمام السفارة الأمريكية في عمَّان تحت شعار «العدوان على سوريا عدوان على الأردن والأمة العربية» في السادسة من مساء اليوم الأحد لرفض أي ضربة عسكرية أمريكية لسوريا، وكان ناشطون محسوبون على هذه الأحزاب نظموا احتجاجاً أمام السفارة أمس السبت وحرقوا خلالها العلم الأمريكي. بدوره، طالب النائب حسن عجاج عبيدات حكومة بلاده بتزويد أهالي لواء بني كنانة والرمثا والمفرق بالأقنعة وحماية حدود الدولة. أمنياً، أفادت مصادر أن الجيش الأردني وزَّع أقنعة للغاز على جنوده في الوحدات القتالية الموجودة على الواجهة الأردنية السورية خاصةً قوات حرس الحدود تحسباً لأي طارئ أو لأي استخدام للغازات الكيماوية. تحذيرات شعبية وفي سياق الموقف الشعبي الذي مازال يدين أي ضربة عسكرية أمريكية لسوريا خلال الأيام المقبلة، حذر بيانٌ صادرٌ عن متقاعدين عسكريين وتيارات سياسية أردنية من أي محاولة لاستخدام الجيش الأردني في «غزو الجنوب السوري». وأكد البيان الذي أصدرته اللجنة الوطنية العليا للمتقاعدين العسكريين وتيار المؤتمر الوطني الأردني وتيار أبناء الحرَّاثين أنهم لن يصمتوا على استخدام الأراضي الأردنية في تنفيذ أي عدوان على أية دولة عربية، وقال البيان «لن نسكت على استعمال قاعدة الأزرق الجوية من قِبَل سلاح الجو الأمريكي لضرب دولة عربية». وقال البيان الذي حمل لغة شديدة اللهجة وتحذيرية إنه «لا شرعية لمن يخاطر بأمن الأردن ولا ولاء لمن يزج بجيشنا في المجهول». وتابع البيان «بدأنا نلحظ رضوخ النظام الأردني لضغوطات خارجية ما أدى إلى تورطه استخبارياً ولوجستياً وبشرياً في دعم تنظيمات لن يلبث أن يرتد خطرها على الأردن نفسه». وفي السياق نفسه، يقيم ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية والنقابات والهيئات والمؤسسات الوطنية الأردنية اعتصاماً أمام السفارة الأمريكية في عمَّان تحت شعار «العدوان على سوريا عدوان على الأردن والأمة العربية» في السادسة من مساء اليوم الأحد لرفض أي ضربة عسكرية أمريكية لسوريا. بدوره، طالب النائب حسن عجاج عبيدات حكومة بلاده بتزويد أهالي لواء بني كنانة والرمثا والمفرق بالأقنعة وحماية حدود الدولة. وأفادت مصادر أمنية أن الجيش الأردني وزع أقنعة للغاز على جنوده في الوحدات القتالية الموجودة على الواجهة الأردنية السورية خاصةً قوات حرس الحدود تحسباً لأي طارئ أو لأي استخدام للغازات الكيماوية. استعدادات خاصة رسمياً، توقع الأردن دخول أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى أراضيه جراء أي تداعيات أو تصعيد في الأزمة السورية على ضوء الحديث عن توجيه ضربة عسكرية أمريكية لسوريا. وأكد رئيس الوزراء، الدكتور عبدالله النسور، أن «المملكة لن تكون منطلقاً لأي عمل عسكري ضد سوريا، وأن الأردن ليس طرفاً في الأزمة السورية». غير أنه قال، خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التوجيهية العليا لشؤون اللاجئين السوريين، إن «حماية حدودنا وسلامة مواطنينا تتطلب اتخاذ الاحتياطات اللازمة والاستعداد لكل الاحتمالات». وبحثت اللجنة التوجيهية العليا لشؤون اللاجئين السوريين إمكانية استكمال إنشاء وتجهيز مخيم جديد لاستقبال اللاجئين السوريين بالتنسيق مع المؤسسات الدولية المعنية مع رفع القدرة الاستيعابية لمخيم الزعتري الموجود في صحراء محافظة المفرق شمال شرق البلاد، الذي يستقبل حالياً 130 ألف لاجئ، إلى 150 ألفاً، وذلك بهدف استيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين المتوقع دخولهم إلى المملكة جراء أي تداعيات أو تصعيد في الأزمة السورية. الدول المجاورة لسوريا في حالة تأهب قصوى