يبدأ رئيس الحكومة الإسباني الجديد ماريانو راخوي زعيم الحزب الشعبي اليميني، اليوم زيارة رسمية للمغرب، ينظر إليها بأنها تشكل أهمية قصوى في تاريخ العلاقات بين البلدين الجارين. وتكمن أهمية زيارة رئيس الديبلوماسية الإسبانية للمغرب في حجم الملفات التي ستتم مناقشتها، مع رئيس الحكومة المغربي عبدالإله بنكيران، الذي ينادي بأن تكون العلاقة مبنية على مراعاة المصالح المشتركة، وعدم الإذعان للشروط الإسبانية في مجموعة من الملفات التي تشكل حساسية خاصة، في مقدمتها ملف الصيد البحري واتفاقيات التعاون في مختلف المجالات، علاوة على ملف سبتة ومليلية، المدينتين الأقدم احتلالا في التاريخ. وأكدت التصريحات الاستباقية، لرئيس الوزراء الإسباني، أن ملف المحادثات لن يتناول قضية “سبتة ومليلية”، إلا أن مصادر “الشرق” أكدت أن عبدالإله بنكيران، لن يترك فرصة اللقاء تمر دون طرح الموضوع، خاصة أن حزبه كان يطالب بإيجاد حل سياسي للمدينتين المحتلتين، حين كان في المعارضة، وقبل أن تحمله رياح الانتخابات الأخيرة إلى سدة الحكم. وتتضمن المباحثات بجانب الموضوعات التقليدية مثل مكافحة الإرهاب أو التصدي للهجرة غير الشرعية، بين الطرفين الإسباني والمغربي، التي تحظى بتغطية كبيرة من طرف إعلام البلدين، الدفاع عن تجديد اتفاقية الصيد المعلقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي. ويشكل ملف الصيد البحري أحد أهم الملفات التي تسعى الديبلوماسية الإسبانية إلى إيجاد مخرج لها بعد تعليقها، عقب رفض الاتحاد الأوروبي تجديد الاتفاقية المبرمة بين الطرفين، حيث تم طرد السفن الأوروبية من المياه المغربية، ما شكل صدمة قوية للصيادين الإسبان الذين رفعوا من إيقاع احتجاجاتهم ونظموا مسيرات يطالبون فيها العودة للصيد في المياه المغربية.وكان راخوي عقب تعيينه قد أجرى اتصالا، مع العاهل المغربي الملك محمد الخامس، أكد فيه رغبة حكومته في الدفع بالعلاقات الثنائية إلى الأمام وتطويرها لما فيه خير البلدين الجارين. وكان مصطفى الخلفي وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، وهو من حزب العدالة والتنمية أكد أن هذه الزيارة التي تعد الأولى التي سيقوم بها ماريانو راخوي إلى الخارج بعد تنصيبه رئيسا للحكومة الإسبانية “رسالة قوية وإيجابية تعكس العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين” معتبرا أن إسبانيا “شريك اجتماعي واقتصادي مهم بالنسبة للمغرب”. ويرى المراقبون أن الزيارة تدخل في سياق بحث الحكومة الإسبانية على متنفس لدى الجارة المغرب، لامتصاص حدة الأزمة الاقتصادية التي انعكست بشكل سلبي على شريحة كبيرة من الإسبان، خاصة أن المغرب حافظ على اتزانه الاقتصادي، على الرغم من الأزمة المالية العالمية الحالية.